مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

"مبدأ دونرو".. كيف يُحكم ترامب قبضته على أمريكا اللاتينية؟

دونالد ترامبالمصدر: منصة إكس

يُعيد الرئيس دونالد ترامب، تشكيل دور واشنطن في أمريكا اللاتينية بقوة غير مشهودة منذ عقود، من خلال نشر الثقل العسكري والاقتصادي دون قيود، ومعاملة المنطقة باعتبارها مجال نفوذ حصري، و"فناء خلفي" لبلاده.

ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، لم يمارس أي رئيس أمريكي مثل هذا القدر من الضغوط على المنطقة منذ ذروة الحرب الباردة، عندما ركز رونالد ريغان جهوده هناك على مكافحة التمرد اليساري في أمريكا الوسطى ونظام الساندينيستا في نيكاراغوا.

ومن الحدود المكسيكية إلى باتاغونيا، يُعاقب ترامب خصومه برسوم جمركية باهظة وضربات جوية وهجمات كلامية لاذعة، بينما يُقدّم لمن يعتبرهم أصدقاء مساعدات أمنية وصفقات اقتصادية، وهو ما دفع أحد المحللين لتسميته بـ "مبدأ دونرو"، وهو تحريف لـ "مبدأ مونرو" الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، والذي وجّه السياسة الأمريكية تجاه المنطقة.

وتعد المنطقة ذات أهمية حيوية لأهداف ترامب المتمثلة في وقف الهجرة وتدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، في حين يحاول مواجهة الصين التي عمّقت العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية في أمريكا اللاتينية خلال العقدين الماضيين.

ويرى مايكل شيفتر، الباحث البارز في مركز الحوار بين الأمريكتين، أن المنطقة لم تشهد رئيسًا أمريكيًا بجرأة ترامب و"عدوانيته"، مضيفًا: "إنه يعتقد أنها الفناء الخلفي للولايات المتحدة، وحقه الاستراتيجي، باسم حماية الوطن وتعزيز مبدأ أمريكا أولًا".

أخبار ذات علاقة

حاملة الطائرات النووية يو إس إس هاري إس ترومان

أمريكا اللاتينية ساحة "صراع نفوذ" بين واشنطن وبكين.. ماذا بعد؟

ويبرم الحلفاء الذين يجاملون ترامب ويؤيدون رؤيته للعالم، من الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، إلى نجيب بوكيلي في السلفادور، صفقات، كما يحظون باحتضان حار، أما أولئك الذين يتحدونه، وأبرزهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا، والزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، فيجدون أنفسهم في مرمى نيرانه.

ويتمتع كبار دبلوماسيي إدارة ترامب بخبرة في أمريكا اللاتينية، ومنهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ابن مهاجرين كوبيين، الذي زار المنطقة مرات عديدة، حتى أثناء محاولته التوفيق بين محادثات السلام في أوكرانيا وغزة.

أما كريستوفر لاندو، نائب وزير الخارجية، فهو سفير أمريكي سابق لدى المكسيك، بينما السفير الجديد لدى المكسيك، رون جونسون، هو ضابط استخبارات أمريكي سابق يتمتع بخبرة واسعة في أمريكا اللاتينية.

وقبل ترامب، دعمت الولايات المتحدة حلفاءها في أمريكا اللاتينية في المنطقة، بينما عزلت وعاقبت الدول التي اعتبرتها واشنطن استبدادية ومعادية، وهي كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، في إطار سياسة حددتها اعتبارات أوسع نطاقًا وطويلة الأجل.

لكن منذ اليوم الأول لولايته، عكس ترامب وفريقه مسار عقود من السياسة، واتبعوا نهجًا أكثر مواجهة يتطلب استجابة سريعة من الزعماء الإقليميين، واتّضحت معالم الموقف عند تنصيبه، حين أكّد سيطرة الصين على قناة بنما، وقال إنّ الولايات المتحدة ستتولّى زمام الأمور فيها.

وبعد أيام، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كولومبيا إذا لم يسمح بيترو، اليساري والمقاتل السابق في حرب العصابات، بوصول رحلات المهاجرين المرحّلين، وسرعان ما رضخ للتهديد.

أخبار ذات علاقة

 قمة الأمن والعدالة لعام 2025 في بوينس آيرس

تحوّل استراتيجي في أمريكا اللاتينية.. "قوة استجابة" لمكافحة الاتجار بالمخدرات

كما هاجم ترامب أيضًا أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، مدعيًا أن المكسيك متحالفة مع عصابات المخدرات، وضغط على الرئيسة كلوديا شينباوم، للسماح للقوات المسلحة الأمريكية بتولي دور قيادي في مكافحة العصابات، محذرًا من أن إدارته ستتصرف بشكل منفرد.

ويخلُص تقرير "وول ستريت جورنال" إلى أن ترامب يعتمد بشكل متزايد في سياساته على شخصيات القادة السياسيين وأيديولوجياتهم، وعلى طبيعة العلاقة التبادلية، وقد أدرك بعض القادة أن الإطراء، وممارسة الضغط الشخصي، يمكن أن يحقق لهم مكاسب كبيرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC