ألقى الخلاف بين إسرائيل وبابا الفاتيكان الراحل فرنسيس حول حرب غزة بظلاله على المراسم الجنائزية، من خلال مشاركة تل أبيب الخافتة بسفيرها لدى الفاتيكان رافائيل شوتز، وسط عاصفة دبلوماسية بين الجانبين، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، التى نقلت أحداث الجنازة على الهواء مباشرة.
وبدأت الأزمة مع تأخر إسرائيل في التعزية، ثم حذف الخارجية لرسائل تعزية نشرتها البعثات الإسرائيلية حول العالم فور وفاة البابا فرنسيس، الذي كان معروفًا بانتقاده الشديد للحرب في غزة. حسب "يديعوت أحرونوت". ووصل الأمر إلى تخفيض مستوى المشاركة الإسرائيلية حتى سفيرها لدى الفاتيكان، لأول مرة.
سبت النور
وحسب تقرير "يديعوت أحرونوت"، في نهاية المطاف، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رسالة تعزية مقتضبة، باللغة الإنجليزية فقط، بعد ثلاثة أيام من وفاة البابا. وعقب رسالة غاضبة تلقاها من زعماء المجتمع الكاثوليكي في إسرائيل.
وتترقب تل أبيب البابا القادم، وموقفه من الحرب والصراع عامة، وكانت حالة الغضب المسيحي قد اشتعلت ضد إسرائيل منذ مراسم سبت النور، الذي اعتدى فيه عناصر الأمن الإسرائيلي على الحجيج المسيحيين.
إهانة بالغة
وبحسب تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ترى القيادات الكاثوليكية القرارات والمواقف الإسرائيلية إهانة بالغة ليس فقط للمواطنين المسيحيين في إسرائيل، بل للمسيحيين حول العالم".
ووفق التقرير الإسرائيلي، أضافت القيادات الكاثوليكية، في رسالتهم التي وجهوها إلى نتنياهو، أن "الامتناع عن التعبير الرسمي عن الحداد في مثل هذا الوقت أمر غير مقبول، ويتناقض تمامًا مع تصريحات إسرائيل المتكررة حول احترام التعددية وجميع المعتقدات الدينية".
ونشر الحساب الرسمي لرئيس الوزراء على منصة "إكس" رسالة تعزية قصيرة من نتنياهو باللغة الإنجليزية فقط، بعد تعبير الفاتيكان عن غضبها، كتب نتنياهو فيها: "تُعرب دولة إسرائيل عن أعمق تعازيها للكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الكاثوليكي العالمي بوفاة البابا فرنسيس. فلتكن ذكراه مباركة".
تمثيل خجول
وفي هذا الصدد، قال مسؤول كبير في الكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل لموقع "يديعوت أحرونوت"، إن "إعلان نتنياهو كان "مقتضبًا جدًا ومتأخرًا جدًا". ونُشر المقال باللغة الإنجليزية فقط، ولم يُنشر على حسابات نتنياهو الأخرى.
وأضاف المسؤول، أن ما يثير الإهانة أكثر هو غياب أي إشارة إلى حزن 200 ألف مسيحي يعيشون في إسرائيل، والذين ينعون وفاة البابا. وإسرائيل تزيد الطين بلة بإرسالها سفيرها لدى الفاتيكان لحضور الجنازة فقط، وفق تعبيره.
