ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، رفضت الصين إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن المجال الجوي الفنزويلي "مغلق تمامًا"، واعتبرت بكين هذه الخطوة "تهديدًا استعماريا" للسيادة الوطنية الفنزويلية، متعارضة بذلك مع القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.
تأتي هذه التطورات في وقت تهدف فيه واشنطن للضغط على الرئيس نيكولاس مادورو للتنحي عن السلطة، بينما تعتمد فنزويلا على دعم صيني متنامٍ في مواجهة العقوبات الأمريكية والتدخلات المحتملة، وفق مجلة "Modern Diplomacy".
يعكس موقف مادورو التقارب الأيديولوجي والاستراتيجي بين فنزويلا والصين، حيث ترتبط كاراكاس بعلاقات اقتصادية قوية مع بكين، من خلال اتفاقيات "النفط مقابل القروض" التي وفرت سيولة نقدية كبيرة لنظام مادورو.
إضافة إلى أن الشركات الصينية تدير حقول النفط وتحتفظ البنوك الصينية بالديون، ما يعزز قدرة الحكومة الفنزويلية على الصمود أمام العقوبات الأمريكية.
الضغوط الأمريكية وتكتيكات التصعيد
تواصل واشنطن حملة ضغط متعددة الأوجه على نظام مادورو، تجمع بين العقوبات الاقتصادية، والتصعيد العسكري، والعمليات الاستخباراتية السرية، في محاولة لإحداث شرخ داخل النظام الفنزويلي أو إجباره على التنازل.
كما أطلقت الإدارة الأمريكية حملة ضد العصابات الإجرامية، بما في ذلك تصنيف كارتل "دي لوس سوليس" كمنظمة إرهابية أجنبية وفرض عقوبات عليها، في خطوة تهدف جزئيًا إلى الحد من النفوذ الصيني والروسي في فنزويلا.
وعززت الولايات المتحدة وجودها العسكري قرب الحدود الفنزويلية، وأعادت تفعيل قوانين قديمة مثل "قانون الأعداء الأجانب" لترحيل مواطنين فنزويليين جماعيًا، فيما اعتبرت بكين هذه الخطوات جزءًا من محاولة لإخضاع فنزويلا وإبعاد النفوذ الصيني عن المنطقة، تحت شعار "مبدأ مونرو" الذي يصف نصف الكرة الغربي بالفناء الخلفي للولايات المتحدة.
أدوات الصين في إدارة الأزمة الفنزويلية
على الرغم من الضغط الأمريكي، اتخذت الصين موقفًا حازمًا لدعم فنزويلا دون تصعيد عسكري مباشر. فقد أكدت بكين رفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لكراكاس، واعتبرت جميع العقوبات الأمريكية "غير قانونية وأحادية الجانب".
كما دعت إلى احترام سيادة فنزويلا وتجنب الأعمال الاستفزازية، مع التأكيد على أهمية الاستقرار والتنمية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
يشمل دعم الصين للفنزويليين أبعادًا اقتصادية ودبلوماسية واضحة، حيث توفر القروض الميسرة مقابل النفط، وتحمي الاستثمارات الصينية في البلاد، وتعمل على تعزيز قدرة الحكومة الفنزويلية على مواجهة الضغوط الخارجية.
إلى جانب ذلك، يشكل دعم روسيا العسكري والإمدادات الدفاعية مع بكين جبهة موحدة ضد النفوذ الأمريكي، ما يضمن استمرار مصالحهما الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
تعكس هذه العلاقة الاستراتيجية بين بكين وكاراكاس تحديًا مباشرًا لمحاولات الولايات المتحدة إعادة تشكيل المنطقة وفق مصالحها، وتؤكد أن التدخل الأمريكي في فنزويلا لن يكون بسيطًا، وأن الحلول الاقتصادية والدبلوماسية الصينية تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على استقرار النظام الفنزويلي.