logo
العالم

واشنطن بوست: بوتين يفوّت "لحظة مثالية" لتفادي غضب ترامب

واشنطن بوست: بوتين يفوّت "لحظة مثالية" لتفادي غضب ترامب
فلاديمير بوتينالمصدر: منصة إكس
19 يوليو 2025، 9:46 ص

رأت صحيفة "واشنطن بوست" أن على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استغلال "اللحظة المثالية" لإنهاء الحرب، قبل أن يتواصل "تراجع النفوذ الإقليمي" لبلاده، ولتفادي المزيد من غضب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي قدم تنازلات "غير مسبوقة" للكرملين، وفق تقديرها.

وقال محللون إن رفض بوتين تقديم تنازلات بشأن أوكرانيا "هو خطأ فادح يكلف روسيا نفوذها الإقليمي وأسواق الطاقة المربحة ومكانتها في العالم".

وتضاءل نفوذ حلفاء روسيا الرئيسيين في الشرق الأوسط، إيران وسوريا، بشكل كبير، كما فقدت موسكو أصدقاءها التقليديين في القوقاز وآسيا الوسطى، كما أن موردها الرئيس للأسلحة أصبح الآن كوريا الشمالية، الدولة التي وصفتها الصحيفة بالمنبوذة.

وفي أعقاب رفض بوتين التوصل إلى اتفاق عملي لإنهاء الحرب، أعلن ترامب يوم الاثنين أنه سيساعد أوكرانيا في الحصول على أسلحة متقدمة من صنع الولايات المتحدة، تدفع أوروبا ثمنها، وهدد بفرض عقوبات صارمة على روسيا وشركائها التجاريين إذا استمرت الحرب بحلول سبتمبر/أيلول.

ورغم تنازلات قدمها ترامب للكرملين، مثل منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو والسماح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها، إلا أن بوتين يواصل الحرب ليس لحماية المصالح الأمنية الروسية، بل لـ "هاجس عاطفي"، كما يقول مايكل كيميغ، الخبير في الشؤون الروسية والأستاذ في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين

أوروبا: سنواصل الضغط على بوتين حتى ينهي الحرب في أوكرانيا

 وأضاف: "تُعدّ هذه الحرب خطأ استراتيجياً فادحاً لروسيا"، معتبراً أن موسكو لا يمكن لها كسبها على المدى الطويل، فـ "تكاليف الحرب باهظة،" كما يتابع كيميغ.

وفي حين أن بوتين مدفوع جزئياً بمخاوفه من توسع الناتو باتجاه حدود روسيا، إلا أن هناك أيضاً شعوراً بأنه "ينتقم" من أوكرانيا لعدم كونها دولة تابعة مطيعة مثل بيلاروسيا. 

وتابع كيميغ: "هذا غير منطقي تماماً، بل ومتعصب، ولكنه أحد الأسباب العديدة التي تجعلني أعتقد أن بوتين لا يستطيع فصل نفسه عن هذه الحرب" وفق تعبيره.

تدمير العلاقات

وشهد الصيف تقدماً روسياً تدريجياً في ساحة المعركة، لكن الحرب السريعة التي خطط لها بوتين أدت بدلاً من ذلك إلى تدمير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتنشيط حلف الناتو، الذي ضمّ عضوين جديدين هما فنلندا والسويد، ووافق على زيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

اقتصاد متعثر

كما أدت الحرب أيضاً إلى اعتماد الاقتصاد الروسي بشكل كبير على الصين، ففي 2021، قبل الحرب، كانت روسيا تُصدّر 49% من نفطها و74% من غازها إلى أوروبا، لكنها قلّصت وارداتها مع اندلاع الحرب، وأصبحت روسيا الآن تبيع معظم طاقتها بأسعار مخفضة إلى الصين والهند.

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب

ترامب وبوتين.. مواجهة مباشرة ترسم ملامح "النظام العالمي الجديد"

 في سعيه لإيجاد شركاء ونفوذ، سعى بوتين إلى تحسين العلاقات بين دول الجنوب العالمي، التي لا يرغب الكثير منها في الانحياز إلى روسيا وشركائها التجاريين الرئيسيين في الغرب، واعترف رسمياً بنظام طالبان في أفغانستان. لكن تضاؤل فرص روسيا التجارية، واقتصادها الذي يعتمد بشكل كبير على الإنتاج العسكري، وعبء المعاشات التقاعدية العسكرية في المستقبل، كلها عوامل تُهدد الرخاء على المدى الطويل، كما تقول الصحيفة.

استغلال التنازلات

وقالت "واشنطن بوست" إن فشل بوتين في الاستفادة من "تنازلات" ترامب، يُهيئ الساحة لحرب لا نهاية لها، ويُعزز الرأي السائد بين حلفائه المتشددين من مسؤولي الأمن بأن واشنطن ستظل دائماً خصماً. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب: خاب أملي في بوتين لكنني لم أيأس بعد

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC