الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

تحالف طهران-أنقرة-كابول.. ممر جديد نحو بكين يقلّص دور أوزبكستان

ممثلو تركيا وأفغانستان وإيران لتوقيع عقد خط سكة حديد "هرا...المصدر: جيمس تاون فاونديشن

اتفقت كلٌّ من أفغانستان وإيران وتركيا مؤخرًا على إنشاء خط سكة حديد يربط بين "هرات" و"مزار الشريف"، في  خطوة استراتيجية تمثل تحولًا جيو-اقتصاديًا في قلب آسيا وتضع أوزبكستان أمام خيار حاسم؛ الانضمام إلى الممر الجديد أو تراجع دورها كمركز  عبور إقليمي.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف

بصفقات مليارية.. كازاخستان وأوزبكستان تفتحان أبواب آسيا الوسطى أمام واشنطن

وبحسب "جيمس تاون فاونديشن"، فإن الخط الجديد يأتي ضمن مشروع "محور الدول الخمس" (FNRC) وهو المشروع الذي يمنح طهران وكابول طريقًا مباشرًا للتجارة مع الصين وأوروبا.

 ويمتد "محور الدول الخمس" على طول 2,100 كيلومتر، ويشمل الصين وقرغيزستان وطاجيكستان وأفغانستان وإيران، مع طرق محتملة تصل إلى تركيا والاتحاد الأوروبي، ويهدف المشروع إلى تقديم أقصر طريق بري بين شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا؛ ما يجعله منافسًا مباشرًا لمسارات النقل الحالية عبر آسيا الوسطى، بما فيها "طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين " (TITR).

ويرى الخبراء أن خط السكك الحديدية من "هرات" إلى "مزار الشريف" بينما قد يمنح أوزبكستان وصولاً جديدًا إلى البنية التحتية الإيرانية للموانئ والطرق، فإنه في الوقت نفسه قد يقلل من حركة البضائع العابرة من الصين إلى أوروبا عبر طشقند، إذا لم تشارك في تطوير الممر، وهذا المشروع يعكس بشكل واضح كيف يمكن لتحالف إقليمي أن يعيد رسم خرائط التجارة والنقل ويعيد توزيع أدوار القوى في آسيا الوسطى؛ ما يعكس جدوى المشروع في تعزيز الربط التجاري بين الشرق والغرب.

أخبار ذات علاقة

زيارات متبادلة بين أوزبكستان وطالبان منذ 2021

تقارب أوزبكستان من طالبان.. تأييد أيديولوجي أم هدف براغماتي؟

وفي الوقت نفسه، تأخرت مشاركة أوزبكستان في مشاريع الربط مع أفغانستان، خصوصًا ممر كابول-باكستان؛ ما يجعل دورها في محور "الدول الخمس" غير مؤكد، كما أن إعلان طالبان في مايو 2023 عن مشروع سكة حديد بطول 1,468 كيلومتر من مزار الشريف إلى هرات، مع التركيز على المرحلة الأولى بطول 657 كيلومترًا، يضاعف الضغوط على طشقند للانخراط بشكل فعلي في هذا التحالف الجديد.

ويحذر محللون من أن اختلاف معايير السكك الحديدية بين الدول المشاركة يزيد من التعقيد؛ حيث يستخدم المشروع الإيراني والتركي معيار 1,435 ملم الأوروبي، بينما تعتمد روسيا وأوزبكستان على معيار 1,520 ملم الخاص بدول كومنولث الدول المستقلة، وهذا التباين يعكس بوضوح أن الهدف الرئيسي للمشروع هو تفعيل محور "الدول الخمس"، وليس مجرد ربط أفغانستان بباكستان.

وفيما يعد المشروع فرصة لأفغانستان وإيران وتركيا لإعادة تعريف ممرات التجارة في المنطقة، لكنه في الوقت نفسه يشكل تحديًا استراتيجيًا لأوزبكستان، التي قد تفقد جزءًا من مركزيتها في النقل الإقليمي، إذا لم تنخرط في هذا التحالف الطموح. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC