إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
في الوقت الذي يطلب فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من حلفائه الغربيين، وتحديدًا أمريكا، مزيدًا من الدعم العسكري، ظهر خلاف جديد بين واشنطن وكييف بسبب تسريب معلومات لوسائل الإعلام حول خطة الدعم العسكري الأمريكي.
وأعلن زيلينسكي، أنه طلب من الولايات المتحدة صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى للمساعدة في هزيمة روسيا، منتقدًا البيت الأبيض لتسريب الأسرار إلى وسائل الإعلام الأمريكية.
وتستطيع صواريخ "توماهوك" التحليق جوًا لمسافة تصل إلى 1500 كيلومتر؛ ما قد يتيح للقوات الأوكرانية استهداف العمق الروسي، في حال سماح واشنطن بذلك.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تفاصيل طلب أوكرانيا من واشنطن لدعمها بصفقة صواريخ "توماهوك" الأمريكية، والتي وصفها مسؤول أمريكي كبير بأنها "غير قابلة للتطبيق تمامًا"، أثارت استياء زيلينسكي من نشر تلك المعلومات.
وقال زيلينسكي خلال مقابلة مع وسائل الإعلام: "كانت هذه معلومات سرية بين أوكرانيا والبيت الأبيض. كيف نفهم هذه الرسائل؟ إذن، هل يعني هذا أنه لا يوجد شيء سري بين الشركاء؟".
وكانت أمريكا وألمانيا قد أكدتا في بيان مشترك، في يوليو/تموز الماضي، أن واشنطن تعتزم إرسال صواريخ كروز من طراز "توماهوك" وأسلحة أخرى بعيدة المدى إلى ألمانيا بشكل مؤقت اعتبارًا من عام 2026، وذلك في إطار تعزيز الردع العسكري لحماية الدول الأوروبية الشريكة في الحلف.
وأكّد خبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن هذه الصفقة بعيدة المنال عن كييف ولا يمكن تطبيقها في الوقت الحالي، لعدة أسباب تم توضيحها في السطور التالية، وهو ما يُبعد كييف عن تحقيق أهدافها والنصر الذي يسعى إليه الرئيس زيلينسكي.
قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري ورئيس قسم الإستراتيجية في مركز دراسات الأنثرو إستراتيجيا، إن أمريكا لن تزود أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" لعدة أسباب، أولها خوف واشنطن من فشل هذه المنظومة؛ نظرًا لأنها من الناحية الإستراتيجية أفضل صاروخ في العالم وتناور بشكل متقن؛ ولأن لدى روسيا قدرات دفاعية ضد هذا النوع من الصواريخ؛ ما يعني فشل أمريكا بصورة فعلية.
وأكد الخبير العسكري لـ"إرم نيوز" أن صواريخ "توماهوك" لا يمكن تجربتها إلا بواسطة أمريكا في مكان ما أو خلال صراع مباشر بين أمريكا ودولة أخرى.
وأشار العميد زهوي إلى السبب الثاني لعدم تزويد واشنطن كييف بصواريخ "توماهوك"، ويتمثل في أن أمريكا لن تُعطي هذه المنظومة لأي دولة أوروبية أو غير أوروبية؛ كونها من أسرار الصناعة العسكرية الأمريكية.
وأوضح العميد أن نشر صواريخ "توماهوك" ضمن الناتو يتم تحت القيادة الأمريكية وبإشراف مباشر من العسكريين الأمريكيين.
وتابع المحلل العسكري: "في حال دخول منظومة الصواريخ إلى أوكرانيا، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة مشاركة مباشرة في معركة ضد الروس، وهذا لن يحدث على الأقل في المدى المنظور، إلا إذا ضعفت روسيا. ويعود السبب أيضًا إلى الخوف من تفعيل روسيا عقيدتها النووية المعدلة، التي تنص على أن روسيا سترد باستخدام الأسلحة النووية في حال استهداف العمق الروسي؛ ما قد يؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة".
من جانبه، قال السفير مسعود معلوف، الخبير في الشؤون الأمريكية، إن الرئيس الأوكراني زيلينسكي طلب من الولايات المتحدة سرًا تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، ولديه لائحة أهداف داخل الأراضي الروسية للدفاع عن أوكرانيا والحد من هجوم الجيش الروسي. لكن تم تسريب هذه المعلومات إلى الصحافة الأمريكية؛ ما أثار استياءه الشديد.
وأكد الخبير في الشؤون الأمريكية في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن سياسة واشنطن منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا تقوم على تزويد كييف بجميع الوسائل التي تحتاجها من النواحي المالية والعسكرية، باستثناء السماح لأوكرانيا بقصف الداخل الروسي، حيث إن الولايات المتحدة ترفض قيام أوكرانيا بأي أعمال عسكرية عبر أسلحة أمريكية داخل العمق الروسي.
وأضاف السفير معلوف أن الولايات المتحدة منحت أوكرانيا تقنية صناعة المسيرات، التي تُصنع الآن داخل أوكرانيا ويتم إطلاقها على روسيا، وهو ما لا يجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
وأشار معلوف إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لن تعطي صواريخ "توماهوك" لأوكرانيا، وفي حال فوز كامالا هاريس برئاسة الولايات المتحدة، فإن السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا ستستمر كما هي، إلا إذا حدثت تطورات غير متوقعة على الأرض.
وتابع: "في حال وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن الأمور ستتغير تجاه أوكرانيا. ومن المعروف أن ترامب ليس على علاقة جيدة بزيلينسكي، فيما يتمتع بعلاقة جيدة مع الرئيس بوتين. لذا، قد يوقف ترامب إمداد أوكرانيا بالسلاح؛ ما قد يسمح لروسيا بالسيطرة على المناطق الشرقية من أوكرانيا".
واختتم الخبير في الشؤون الأمريكية بالقول: "سواء فازت كامالا هاريس أو دونالد ترامب، فإن الولايات المتحدة لن ترسل صواريخ توماهوك لأوكرانيا؛ لأن ذلك من شأنه جر أمريكا إلى حرب مباشرة مع روسيا، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة بأي حال من الأحوال".