مع تصاعد وتيرة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، يتقدم الجيش الروسي بخطوات متسارعة نحو قلب الجبهة الأوكرانية الشرقية، متجاوزاً خطوط الدفاع الواحد تلو الآخر. هذا التقدم الجديد يفتح أبواب التساؤلات حول قدرة أوكرانيا على الصمود أمام آلة الحرب الروسية، خاصةً بعد استنزاف مخزون الذخائر والأسلحة الغربية المقدم لها، وأمام تراجع الحلفاء عن تقديم الدعم الكامل. مشهد عسكري يزداد تعقيداً يومًا بعد يوم، ومعه تتصاعد المخاوف حول مآلات هذه الحرب ومصير أوكرانيا في معادلة لا ترحم".
تقارير وتحليلات حديثة أفادت أن القوات الروسية أحرزت تقدمًا ملحوظًا شرق أوكرانيا، حيث نجحت في اختراق الخط الدفاعي الثاني، مما يثير القلق حول مستقبل الجبهة الأوكرانية.. هذا التقدم الذي يعد الأكبر منذ بداية العمليات العسكرية الروسية، قد يحمل دلالات هامة، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية وتراجع الدعم الغربي.
خلال أكتوبر الماضي، أحرزت القوات الروسية تقدمًا سريعًا في عدة مناطق، حيث استعادت بلدات روسية هامة في كورسك ودفعت بقواتها نحو مدينة سيليدوف، التي تشكل محورًا دفاعيًا حيويًا للمنطقة. ومع ضعف الإمدادات الأوكرانية ونقص الذخائر الغربية، تبدو القوات الأوكرانية في موقع صعب، خاصة بعد تكبّدها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
المحللون يتفقون على أن تراجع الدعم العسكري من الغرب يشكل تحديًا خطيرًا لكييف، إذ يواجه الجيش الأوكراني صعوبات في تأمين الأسلحة اللازمة لمواصلة المقاومة. إضافةً إلى أن الولايات المتحدة، المثقلة بالتزامات أخرى في الشرق الأوسط، تبدو غير قادرة على تقديم الدعم الكامل لأوكرانيا في هذه المرحلة.
وسط هذه التطورات، تبقى الأنظار متجهة نحو مستقبل هذه المعارك التي قد تكون حاسمة في تحديد مسار الصراع. فهل ستتمكن أوكرانيا من الصمود أمام هذا التقدم الروسي؟ أم أن موسكو في طريقها إلى حسم المعركة على أراضي الجبهة الشرقية؟".