في ظل تكهنات مستمرة حول صفقة محتملة لشراء باكستان 40 مقاتلة شبحية من طراز J-35A من الصين، أجرى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري زيارة نادرة لمجمع شركة صناعة الطائرات العسكرية الصينية AVIC بمدينة تشنغدو في 14 سبتمبر 2025.
وهذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها لرئيس دولة أجنبي بدخول هذا المجمع العسكري السري، مما يعزز التكهنات بأن الصفقة لا تزال قائمة رغم نفي وزير الدفاع الباكستاني سابقًا، وفق صحيفة "يوراسيان تايمز".
تنتج شركة AVIC، العملاق الصيني المملوك للدولة والمتخصصة في مجال الطيران والدفاع، تشكيلة واسعة من الطائرات العسكرية والمدنية، بما في ذلك مقاتلات J-10C، JF-17 المشتركة مع باكستان، الجيل الخامس J-20، وأحدثها J-35 الشبحية.
واطلع زرداري خلال الزيارة، على القدرات المتطورة للشركة، بما في ذلك تطوير الجيل الخامس من المقاتلات، والطائرات بدون طيار، ونظم القيادة والسيطرة المتكاملة للعمليات متعددة المجالات، معززا بهذه اللفتة القوية الروابط الاستراتيجية بين البلدين ونيتهما توسيع التعاون في مجال الإنتاج الدفاعي والطيران.
وتشير بيانات معهد استوكهولم لأبحاث السلام (SIPRI) إلى أن الصين تمثل أكثر من 80% من واردات باكستان العسكرية بين 2020 و2024، تشمل طائرات مقاتلة متقدمة وأنظمة صواريخ ورادارات ونظم دفاع جوي. وتمتلك القوات الجوية الباكستانية 36 طائرة J-10C و161 طائرة JF-17.
تصاعد الحديث عن صفقة J-35A علناً بعد الصراع العسكري الذي دار في مايو 2025 بين الهند وباكستان الذي استُخدمت خلاله منظومات صينية متطورة، مما دفع تقارير يونيو إلى التأكيد على أن باكستان ستبدأ استلام 40 مقاتلة J-35A اعتباراً من أغسطس 2025 في صفقة يقدر حجمها بنحو 4.6 مليار دولار وتشمل أيضًا طائرات الإنذار المبكر KJ-500 وأنظمة الدفاع الجوي HQ-19.
وأشار محللون إلى أن طياري سلاح الجو الباكستاني يخضعون لتدريب مكثف في الصين على مقاتلات J-35A، فيما نشرت AVIC صوراً لطيار باكستاني داخل قمرة القيادة لهذه المقاتلة، رغم أن بعض التقارير تشير إلى أن الصور قد تكون لطائرة J-10C بدلاً من J-35A.
ورغم نفي وزير الدفاع خوجة آصف لهذه الصفقة واعتبارها مجرد دعاية إعلامية، نشرت الحكومة الباكستانية سابقًا تغريدة عن الصفقة قبل حذفها مما يعكس تبايناً في الموقف الرسمي.
وتواجه الصفقة تحديات من جانب الصين التي تشترط أنظمة مراقبة متطورة على غرار تلك الخاصة بطائرات F-16 الأمريكية لضمان عدم تسرب التكنولوجيا الحساسة، خاصة مع علاقة باكستان العسكرية التاريخية مع الولايات المتحدة ومخاوف من وصول عناصر أمريكية لتلك التقنيات.
ويعتقد بعض المحللين أن تحسن العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد قد أثار حذر بكين، لكن زيارة الرئيس زرداري النادرة وتأكيده للعلاقات الاستراتيجية قد يكونا مؤشرًا على عودة مفاوضات الصفقة إلى مسارها.
هذه الخطوة ستضيف بعداً جديداً لتوازن القوى العسكري في جنوب آسيا، وربما تشكل قلقًا متزايدًا للهند التي لا تمتلك حتى الآن مقاتلات شبحية من الجيل الخامس، مما يسلط الضوء على سباق تسلح متصاعد في المنطقة.