أثار اعتقال الناشط السيبراني من بوركينا فاسو، ألين كريستوف تراوري، المعروف باسم ألينو فاسو، في أبيدجان بساحل العاج، توترًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين.
ونقلت مجلة "جون أفريك"، عن زوجة الناشط، سينا تراوري، قولها في منشور على "فيسبوك"، إنه تم اختطاف زوجها من قبل أشخاص مجهولين.
وقالت المجلة إن هذا الحادث يزيد من تعقيد الوضع الدبلوماسي المتوتر أصلًا بين بوركينا فاسو وساحل العاج، في وقت تتبادل فيه الدولتان الاتهامات بإيواء عناصر تهدد الاستقرار في المنطقة.
ويعد ألينو فاسو داعمًا معروفًا لرئيس حكومة بوركينا فاسو الانتقالية، الكابتن إبراهيم تراوري (إبراهيم بي).
من جانبها، أكدت الحكومة الإيفوارية اعتقال فاسو في 15 يناير/كانون الثاني الجاري، لكنها امتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل، مشيرة إلى أن الإجراءات القانونية جارية.
ونقلت المجلة عن مصادر مقربة من القضية قولها إن ألينو فاسو كان يحاول تجنيد ناشطين سيبرانيين في ساحل العاج، كما يشتبه في أنه كان يسعى لجمع معلومات ونشر أخبار كاذبة عن قادة البلاد، ومنظمة إيكواس (المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، وفرنسا.
وكان ألينو فاسو، الذي يقيم جزء من عائلته في ساحل العاج، يدير مطعمًا في أبيدجان، مما يضيف إلى ارتباطاته داخل البلاد.
وبحسب "جون أفريك"، برز ألينو فاسو في الساحة الرقمية في بوركينا فاسو، ولا سيما خلال رئاسة روك مارك كريستيان كابوري، حيث انتقد بشدة عبر الإنترنت الجيش البوركيني؛ بسبب أدائه في مواجهة الجماعات الإرهابية.
كما اقترب من إبراهيم تراوري، الذي قاد الانقلاب الذي أطاح بكابوري في يناير/كانون الثاني عام 2022، وبعد صعود "بي" إلى السلطة، انضم ألينو فاسو إلى مجموعة من النشطاء السيبرانيين الذين دعموا النظام الجديد، وتمكن من إقامة علاقات داخل جهاز الاستخبارات في بوركينا فاسو.
وكان ألينو فاسو قريبًا من عائلة "بي"، ولعب دورًا مهمًّا في الحملات المؤيدة للنظام.
كما كان له دور رئيسي في جمع التبرعات لدعم المواطنين البوركينيين الذين تأثروا بالعنف الإرهابي، في حين كان يتجنب الإشارة المباشرة إلى الانتهاكات العسكرية.
ورجح التقرير أن يتزايد توتر العلاقات بين البلدين مع اعتقال ألينو فاسو، ولا سيما أنها كانت متوترة منذ تولي إبراهيم تراوري السلطة.
وتبادل الطرفان الاتهامات بدعم محاولات زعزعة الاستقرار، حيث أدت حوادث سابقة، مثل احتجاز حرس إيفواريين في بوركينا فاسو في سبتمبر/أيلول عام 2023، إلى تعميق هذه التوترات.
وبين تقرير المجلة الفرنسية أنه رغم اجتماع وزيري الدفاع في كلا البلدين عام 2024 بهدف تخفيف التوترات، فإن الخلافات الدبلوماسية ما زالت قائمة، كما يتضح من استدعاء العديد من الدبلوماسيين البوركينيين من ساحل العاج في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وخلص التقرير إلى القول، إن هذه الحادثة الجديدة قد تكون لها تداعيات كبيرة على الساحة السياسية والدبلوماسية في غرب أفريقيا، ولا سيما بالنظر إلى حساسية العلاقة بين البلدين الجارين.