أثارت دعوة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى إقامة حكومة شرعية في مالي، تساؤلات حول الدلالات، في ظل تعزيز الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة المتشدد نفوذها بالقرب من العاصمة باماكو.
وطلبت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من جميع "القبائل والأعراق الوقوف ضد الغزاة والمحتلين الروس".
وحذرت في بيان من استمرار حضور القوات الروسية في البلاد، ووجهت اتهامات لقوات فاغنر بارتكاب "مجازر" في حق المدنيين في مالي.
واعتبرت الجماعة، التي يقودها إياد آغ غالي، أن انسحاب قوات فاغنر يمثل نصرا كبيرا لها.
وأشارت إلى أنها حققت انتصارات عسكرية بعد عمليات قتالية نفذتها ضد الجيش المالي والقوات الروسية في عدة مناطق، من الشمال والوسط.
ويرى الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، أن "هذا البيان يأتي ليكرس معادلة ميدانية جديدة تتمثل في تحقيق جماعة نصرة الإسلام والمسلمين عددا من المكاسب على الأرض من خلال هجمات دموية وهي هجمات تظهر هشاشة الجيش المالي وقوى الأمن".
وأضاف ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "المعضلة تكمن في أن الجيش المالي بات غير قادر على استعادة زمام المبادرة أمام الانفصاليين الطوارق أو الجماعات الإرهابية مثل نصرة الإسلام والمسلمين رغم المعدات العسكرية والأسلحة الجديدة التي حصل عليها وأيضا الدعم الروسي".
وتابع: "في اعتقادي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تتحدث من موقع قوة الآن وهو أمر يصعب تقبله من طرف الماليين أو حكومتهم الانتقالية، لكن هذا هو الواقع؛ إذ لم تعد الجماعة تشن هجمات منعزلة أو مفصولة بل هجمات منسقة ولديها نفوذ واسع الآن".
ويأتي هذا البيان غداة إعلان فاغنر انتهاء مهمتها في مالي ومغادرتها وأنها "ساعدت الجيش الحكومي في استعادة أجزاء واسعة من الأرض، وقتلت عددا من قيادات التنظيمات الإرهابية".
وحذرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين روسيا من تكرار تجربة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان خلال سبعينيات القرن الماضي.
ولفتت إلى أن المقاتلين الروس سيواجهون في منطقة الساحل الإفريقي مقاومة شرسة إذا استمروا في تصرفاتهم.
من جهته، قال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن "بيان جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الأخير يأتي ضمن ما يمكن أن نسميه رسائل تصعيدية تجاه جل الفاعلين المحليين والدوليين في مالي".
وأضاف كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الرسائل تشمل روسيا التي قد تواجه مصيرا شبيها بالمصير الفرنسي في الساحل الإفريقي، وأيضا الحكومة المنبثقة عن انقلاب عسكري حيث طعن البيان علناً في شرعيتها".
وأردف: "من الواضح أيضاً أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تسعى إلى أن تكون جزءا من العملية السياسية والحكومية في المرحلة المقبلة في مالي، لكن هل تنجح في إقناع الانقلابيين؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة".