كشف تحقيق مشترك نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية ومنظمة "فوربيدن ستوري" وصحفيين آخرين عن "أهوال" وانتهاكات جسيمة، مثل التعذيب والإعدامات، ارتكبها عناصر المجموعة شبه العسكرية الخاصة الروسية "فاغنر" في مالي.
وادعى التحقيق أن فاغنر تملك سجونا سرية في مالي، وهو أمر لم تعلق عليه المجموعة الروسية التي أعلنت منذ أيام قليلة عن سحب قواتها من مالي بعد 4 سنوات من القتال حيث استدعتها السلطات في باماكو إثر انقلاب عسكري صعد بالجنرال آسيمي غويتا إلى سدة الحكم.
ونقل التحقيق شهادات بدت مروعة عن مواطنين تعرضوا إلى التعذيب من بينهم تاجر ينتمي إلى قبيلة الفولان، وهو نومى الذي اعتقلته عناصر فاغنر لمدة 4 أيام تعرض خلالها إلى التعذيب بالخنق والحرق، وشاهد أمامه رجالا من فاغنر يتولون ذبح شخص آخر.
وقال هذا التاجر إنه لا يزال يعاني من الصدمة جراء ما شاهده خلال أيام اعتقاله في أحد المعسكرات المالية.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، إن "التحقيق صادم بالفعل، لكن فاغنر لطالما ارتبط اسمها بانتهاكات سواء في أوكرانيا أو سوريا أو غيرهما، بالتالي لا يمكن أن نتفاجأ كثيراً بما قامت به في مالي التي تشهد فوضى كبيرة وإفلاتاً من العقاب بشكل منقطع النظير".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "في الفترة التي قضتها فاغنر في مالي تابعنا العديد من الدعوات الحقوقية إلى التحقيق في انتهاكات ارتكبتها المجموعة هناك لكن تم تجاهلها، واليوم بمجرد مغادرتها قد يتم إحياء هذه الدعوات خاصة أن هناك أقليات تضررت بشدة من المجموعة على غرار الفولان".
وشدد ديالو على أن "محاسبة المجموعة يبدو أمرا صعب المنال؛ إذ لا تخضع فاغنر لأي ضوابط أو قوانين دولية، وقد ارتكبت انتهاكات في مناطق أخرى في العالم ولم تخضع للمحاسبة".
وكشف التحقيق الفرنسي أيضاً عن استخدام فاغنر لـ6 معسكرات كسجون سرية وهي بافو، كيدال، نامبالا، نيافونكي، سيفاري، وسوفارا، وهي معسكرات كانت تستخدمها القوات الأممية قبل أن يستولي عليها الجيش المالي إثر انسحاب تلك القوات.
وقال المحلل السياسي، محمد الحاج عثمان، إن "ما كشف عنه هذا التحقيق يبقى مجرد مزاعم، لكن لا يوجد في اعتقادي أي أدلة أو أثر لانتهاكات ما، والجيش وحلفاؤه في مالي ليس لديهم ما يخفونه، وإذا ما وجدت حقاً فسيتم فتح تحقيقات فيها".
وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "الجيش المالي، شأنه شأن جيش النيجر وبوركينا فاسو، يتعرض إلى حملات تشويه ودعاية تستهدف التشويش على عملياته وتحريض الشعب على التحرك ضده".
وأشار الحاج عثمان إلى أن "هذه المزاعم لن تثني الجيش المالي على القيام بدوره في محاولة استعادة الاستقرار والسلم".