في غضون أيام، توترت علاقات "الصداقة" بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورؤساء آخرين، بدءًا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ثمّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن".
وتتجاوز تحديات ترامب في استغلال علاقاته حدود روسيا وإسرائيل، فقد وجد في "صديقه" رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مفاوضًا تجاريًا بارعًا، رغم أنه كان ضيف شرف مودي في تجمع حاشد في غوجارات حضره 125 ألف شخص.
ولا يستجيب كيم جونغ أون، صديقه السابق في كوريا الشمالية، حاليًا لمبادرات ترامب، فرغم أن شقيقة كيم قالت هذا الأسبوع إن علاقتهما "ليست سيئة"، إلا أنها أكدت أن بيونغ يانغ لن تتخلى أبدًا عن طموحاتها النووية.
ولطالما اعتمد ترامب نهجًا شخصيًا فريدًا في الشؤون الخارجية، إذ كان يُعطي رقم هاتفه المحمول ويشجع نظراءه على الاتصال أو إرسال الرسائل النصية خارج القنوات الدبلوماسية المعتادة.
وقد أدت "دبلوماسية الهاتف" التي اتبعها ترامب في كثير من الأحيان، إلى تحسين العلاقات، وهو ما يرى العديد من الدبلوماسيين أنه قد يُسفر عن نتائج ملموسة، بما في ذلك نجاح ترامب في زيادة الإنفاق الدفاعي لأعضاء حلف شمال الأطلسي.
ويبدو ترامب محبطًا من "أصدقائه" في وقت شبه متزامن، وترى شبكة "سي إن إن" أن من شأن ذلك إعاقة أجندته الخارجية، في وقت "ليس مناسبًا أبدًا"، مع اشتداد الحرب وأزمة الجوع في غزة، والتصاعد "الجنوني" للحرب بين روسيا وأوكرانيا.
لم يجد ترامب في مكالماته الهاتفية الأخيرة مع الزعماء المتورطين في الحرب ما يشجعه، وقال عن محادثته الأخيرة مع بوتين، "أشعر بخيبة أمل كبيرة".
أما عن نتنياهو، فقد قال بعد مكالمته معه يوم الجمعة، مع تعاظم التقارير عن المجاعة في قطاع غزة، "لقد كان الأمر مخيبًا للآمال إلى حد ما".
ومع عدم حل هذين الصراعين حتى الآن، ما يعيق فرصه في الحصول على جائزة نوبل للسلام، يكتشف ترامب حدود علاقاته الشخصية المعقدة مع بوتين ونتنياهو، اللذين أصر سابقًا على قدرته على حل حروبهما بسرعة.
ومن الواضح أنه يشعر بالإحباط؛ لأنه لا يبدو قادرًا على حل الأزمات بشكل أفضل من الرئيس السابق جو بايدن، الذي يعتبره فاشلًا في السياسة الخارجية تحديدًا.
في رواية ترامب، يُخبره بوتين شيئًا ثم يفعل شيئًا آخر، يُصرّ الرئيس الأمريكي على أن زعيم الكرملين، الذي لطالما كانت علاقته محلّ تساؤل لعقد من الزمن، قد "جنّ جنونه" في موجات هجماته الصاروخية والطائرات المسيّرة المتواصلة في أوكرانيا.
في غضون ذلك، اختبر نتنياهو صبر ترامب تجاه الغارات الجوية في سوريا وغزة، حيث أثارت صور الأطفال الجائعين استنكارًا دوليًا وانقسامات جديدة داخل حزب ترامب نفسه حول مدى دعم إسرائيل، يشترك الرجلان في تاريخ مضطرب، حيث تتأرجح علاقتهما بين التقلبات بينما يسعى ترامب إلى إنهاء الحرب.