تخشى إسرائيل أن يقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ"صفقة سيئة"، بعد المفاوضات الجارية مع إيران بشأن برنامجها النووي، وما يزيد من معاناة تل أبيب، بحسب تقرير لموقع "المونيتور" عدم قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو على انتقاد ترامب، كما فعل مع الرئيس الأسبق، باراك أوباما.
ورغم أن إعلان ترامب في 7 أبريل/نيسان الجاري، عن محادثات مباشرة مع إيران فاجأ إسرائيل، إلا أنها دأبت منذ ذلك الحين على طمأنة كل من يستمع إليها، بأن الحكومة الإسرائيلية وواشنطن تنسقان بشكل كامل بشأن المحادثات.
ويقول أحد مساعدي نتنياهو إن رئيس الوزراء عاد من الولايات المتحدة "مسرورا للغاية"، في إشارة إلى زيارته غير المقررة للبيت الأبيض في 7 أبريل، لافتاً إلى أن تل أبيب كانت تعتقد أنها "على اطلاع دائم بجميع تفاصيل المفاوضات".
ووفق المصدر الإسرائيلي الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن تل أبيب كانت تظن أن واشنطن تطالب طهران باتفاقية على غرار الاتفاقية الليبية، في إشارة إلى مطلب نتنياهو بأن يتضمن أي اتفاق مع إيران تدميرا مؤكدا للبرنامج النووي الإيراني، كما حدث مع البرنامج الليبي الناشئ عام 2003، عندما وافقت ليبيا على تفكيك أسلحتها النووية بالكامل.
لكن في مقابلات متكررة منذ يوم السبت، أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى أن إدارة ترامب لا تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني، بل إلى الحد من قدرته على التخصيب.
قلق إسرائيلي
خلف الأبواب المغلقة، أظهرت تقييمات الإسرائيليين قلقا، فرغم إدراكهم لطبيعة ترامب المتقلبة، إلا أن العديد من القادة الإسرائيليين دعموا ترشحه للرئاسة علنا، ويعتقد مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى اشترط عدم الكشف عن اسمه للتحدث بأن "ترامب يفعل ما يشاء، ولا يمكننا أن نتحمل التهاون ولو لثانية واحدة".
ورغم تصريح سابق لويتكوف بأن المحادثات ستشمل مناقشة كبح برنامج الصواريخ الإيراني، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين قلقون من أن المسألة لم تُطرح بعد، ومن أن تنازلات في هذا الشأن قد تكون قيد الإعداد.
ومع ذلك، قال المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي الرفيع: "تفضل الحكومة الإسرائيلية الصمت في الوقت الحالي، وتأمل في الأفضل".
ترامب ليس أوباما
وبحسب تقرير "المونيتور" فإن من الواضح أن نتنياهو يخشى مواجهة ترامب، كما فعل مع أوباما قبل عقد من الزمن، حين لم يكتفِ بانتقاده على الاتفاق الوشيك، بل رتّب أيضا لإلقاء خطاب أمام مجلسي الكونغرس من دون علم أوباما للتحذير من الاتفاق.
ويستبعد المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي تكرار ذلك "لا يُمكن أن يحدث شيء كهذا مع ترامب، حتى لو استيقظ نتنياهو صباح الغد ليكتشف أن ترامب وقّع اتفاقا مع إيران أسوأ من اتفاق أوباما".
ويضيف أنه مع الديمقراطيين، أوباما وبايدن (الرئيس السابق جو) "كنتم تعرفون مع من تتعاملون. كانت هناك عيوب، وكانت هناك نقاط ضعف، ولكن كانت هناك أيضا حدود. مع ترامب، هناك العديد من المزايا، ولكن لا حدود. كل شيء ممكن".
لكنّ مصدرا مقربا من نتنياهو، يكشف أن رئيس الوزراء لا يزال يعتقد ويأمل ألا يُقدم ترامب على توقيع "اتفاق سيء" مع إيران.
ويبدو أن أنصار نتنياهو مطمئنون برد فعل ترامب يوم الاثنين عندما سأله الصحفيون عما إذا كان توجيه ضربة عسكرية لمنشآت طهران النووية خيارا مطروحا في حال فشل المحادثات. فأجاب، شريطة عدم الكشف عن هويته: "بالتأكيد".
ويعوّل الإسرائيليون على "أمل كبير" يتمثل في أن يُغضب الإيرانيون ترامب "ما سيؤدي إلى انفجار يُفعّل الخيار العسكري بعده"، بحسب المصدر المقرّب من نتنياهو.
ويتساءل مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق عما سيحدث عندما ينفد صبر ترامب من إيران، وهل سيمنح إسرائيل الضوء الأخضر للتحرك؟