"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي بدأ بإجراء اختبارات كشف الكذب لتحديد مصدر تسريبات المعلومات لوسائل الإعلام، وهي خطوة اعتبرها مسؤولون حاليون وسابقون "حملة قمعية" تخلق مناخًا من الخوف وتضر بالأمن القومي.
وقالت الصحيفة إن الاختبارات جاءت بتوجيه مباشر من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، وبدأت في الأسابيع الأخيرة، فيما لم يُبلّغ سابقًا عن الاستخدام الجديد لأجهزة كشف الكذب في المكتب.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول قوله إن "خطورة التسريبات المحددة المعنية عجّلت إجراء اختبارات كشف الكذب، إذ إنها تنطوي على احتمال إلحاق ضرر ببروتوكولات الأمن في المكتب".
وتم تعزيز هذا التصعيد من خلال التوجيهات القانونية الجديدة التي أصدرتها المدعية العامة بام بوندي والتي تسمح لوزارة العدل باستدعاء الاتصالات الشخصية للصحفيين، وتوسيع نطاق الملاحقة الجنائية المحتملة لتسريبات ليس فقط المواد السرية، ولكن أيضًا المعلومات "المتميزة وغيرها من المعلومات الحساسة" التي تقول الإدارة إنها "مصممة لزرع الفوضى وعدم الثقة" في الحكومة.
لكن المسؤولين الحاليين والسابقين يشيرون إلى أن النطاق الأوسع قد يشمل معلومات محرجة ببساطة أو يُنظر إليها على أنها تقوّض آراء الإدارة.
وفي البنتاغون، كان وزير الدفاع، بيت هيغسيث، هدد باستخدام أجهزة كشف الكذب، وفقًا لمسؤولين حاليين وسابقين، وطالب بإخضاع بعض كبار مسؤولي الوزارة لاختبارات كشف الكذب، كما ذكرت سابقًا صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأشاع هذا الإجراء، بحسب "واشنطن بوست" شعورًا واضحًا بالرهبة لدى المسؤولين، مشيرة إلى أن بعض الذين غادروا الحكومة بموجب صفقة استحواذ، والذين قد يشعرون عادة بضغط أقل تجاه التحدث إلى وسائل الإعلام، يرفضون الآن التحدث وهم لا يزالون رسميًّا على قائمة رواتبهم.
كذلك فإن المتعاقدين الحاصلين على تصاريح أمنية يقولون إنهم لا يستطيعون المخاطرة في حال سُئلوا في اختبار كشف الكذب التالي عمَّ إذا كانوا تواصلوا مع صحفيين؟.
وقال مسؤول حاصل على تصريح سري للغاية: "إنها بيئة سامة. أولًا، تشعر بعدم الأمان لعدم معرفة ما إذا كنت ستُفصل أم لا؟. ثم هناك حملة مطاردة شعواء للعثور على المبلغين عن المخالفات الذين يكشفون عن عدم كفاءة وسوء إدارة الوكالات. إنهم يحاولون إسكات أولئك الذين لا يتبعون النهج الحزبي".
وأشار هذا المسؤول وآخرون إلى إقالة الجنرال تيموثي هوج، الذي كان حتى وقت سابق من هذا الشهر يقود وكالة الأمن القومي وقيادة الأمن السيبراني الأمريكية، فضلًا عن عمليات الفصل والتقاعد المبكر لعشرات الموظفين ذوي الخبرة في وكالة الأمن السيبراني التابعة لوزارة الأمن الداخلي، والتي يحذر الموظفون من أنها ستترك البنية التحتية الحيوية عرضة للقراصنة الروس والصينيين والكوريين الشماليين والإيرانيين.
في الأسابيع الأخيرة، شهد البنتاغون حالة من الاضطراب بسبب الإقالة القسرية لعدد من كبار مساعدي هيغسيث، بزعم تسريبات لوسائل الإعلام أثارت استياء الوزير، وتضمنت "اتصالات حساسة" مع كبار مسؤولي الدفاع.
واختبار كشف الكذب إلزامي في وكالات الاستخبارات الكبرى لتحديد أهلية التوظيف واستمرار الوصول إلى المواد السرية. ويُجرى هذا الاختبار عمومًا كل خمس سنوات.