logo
العالم

بعد زيارة دميترييف.. هل فقدت روسيا "الفرصة الأخيرة" لكسب ود ترامب؟

دميترييف خلال زيارته إلى أمريكاالمصدر: رويترز

بعد أيام قليلة من فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقوبات قاسية على أكبر شركات النفط الروسية، أرسل الكرملين مبعوثه الاقتصادي الأعلى، كيريل دميترييف، إلى الولايات المتحدة في مهمة تبدو "يائسة" لإنقاذ العلاقات المتدهورة. 

ومع وصول العلاقات إلى أدنى مستوياتها لأول مرة منذ تولي ترامب المنصب، تثير رحلة دميترييف تساؤلات حول فرص نجاح هذه المحاولة "الأخيرة" لاستعادة ثقة الإدارة الأمريكية، وسط توقعات بعدم حدوث أي اختراق كبير، بحسب تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على متن الطائرة الرئاسية

ترامب: على بوتين إنهاء حرب أوكرانيا لا اختبار الصواريخ

وبدأ الانهيار بعد فشل مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، تلاها تأجيل اجتماع محتمل بين زعيم الكرملين فلاديمير بوتين وترامب. 

وفقد ترامب صبره إزاء رفض موسكو دعم وقف إطلاق نار في أوكرانيا، مما دفع إلى فرض عقوبات يوم الأربعاء، ولا تبدو العقوبات "عشوائية" هذه المرة، إذ استهدفت قلب الاقتصاد الروسي، خاصة بعد تقارير تفيد بتوقف الصين عن شراء النفط من موسكو وإجراءات هندية مشابهة رداً على رسوم جمركية أمريكية ثانوية.

واشترت الصين والهند نحو 85% من صادرات موسكو النفطية، مما يوفر تمويلاً حيوياً لحرب أوكرانيا، لكن التطورات الأخيرة تثير قلق موسكو، بحسب ما تنقل "التلغراف" عن المحلل السياسي ويليام براودر، الذي يرى أن إرسال دميترييف "في غضون دقائق" من العقوبات يظهر خوف موسكو الشديد.

وأجرى دميترييف محادثات في أمريكا أيام الجمعة والسبت والأحد، لكنه واجه غياباً كاملاً لكبار المسؤولين، من ترامب، وروبيو، إلى وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذين يجرون جولة آسيوية. 

وكان المسؤول الوحيد المتاح ستيف ويتكوف، مبعوث السلام السابق، الذي انخفض نفوذه بعد تسليم روبيو مسؤولية المحادثات المُلغاة. بحلول الأحد، اتهم دميترييف "قوى غير مسماة" بتعطيل الحوار ونشر معلومات مضللة، مما كشف عن إحباطه.

تحوّل مفاجئ

كان ترامب قد اقترب سابقاً من بوتين، مثل تأجيل بيع صواريخ توماهوك لكييف وإعلان محادثات سلام في بودابست، مع ضغط محتمل على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لتسليم دونباس.

 لكن رفض كييف، وموافقتها المقتصرة على وقف إطلاق نار على خطوط التماس الحالية، دفع ترامب للتراجع وإلغاء الاجتماع مع بوتين. 

وتعززت المواقف الغربية التي دفعت ترامب إلى "مراجعة حساباته" مع بوتين، بينها مناشدة رئيس فنلندا ألكسندر ستوب الحلفاء لمنع تأثير روسي على الرئيس الأمريكي، وهو ما حدث مع إطلاق العقوبات "المزدوجة" نهاية الأسبوع. 

وفي زيارته، لم يلتقِ دميترييف سوى جمهوريين مؤيدين لروسيا يدعون إلى إنهاء الحرب فوراً لإعادة العلاقات الاقتصادية، وبحسب "التلغراف"، فإن تقييم نجاح محاولة موسكو لاستعادة "ود" ترامب تبدو "ضئيلة للغاية"، كما أنها تكشف قلق موسكو من "انقلاب" الرئيس الأمريكي عليها. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC