إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
تدرس الدنمارك "بعناية" كيفية الرد على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي جدد إعلان نيته شراء غرينلاند.
قالت شبكة "سي إن إن"، إنه عندما فكر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في شراء غرينلاند من الدنمارك خلال إدارته الأولى، وصف رئيس الوزراء الدنماركي آنذلك الفكرة بأنها "سخيفة"، ورفضها بشكل قاطع.
واليوم، وقبل أيام على تنصيب ترامب رسمياً في سدة الرئاسة الأمريكية حذر حلفاؤه ومستشاروه، المسؤولين الدنماركيين من أنه جاد في نواياه، وأضافت الشبكة، أنهم يدرسون بعناية كيفية الرد على هذه التصريحات دون أن تثير قطيعة كبيرة مع حليف وثيق وعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
لأغراض الأمن القومي
وقال أحد كبار المسؤولين الدنماركيين: "النظام الداعم لهذه الفكرة يختلف تماماً الآن عما كان عليه في عام 2019، عندما اقترحها ترامب للمرة الأولى". وأضاف مسؤول دنماركي آخر: "يبدو أن الأمر أكثر جدية الآن".
وكان ترامب، قال يوم الثلاثاء: "نحن بحاجة إلى غرينلاند لأغراض الأمن القومي"، وأضاف في مؤتمر صحفي في منتجعه "مارالاغو": "الناس لا يعرفون ما إذا كانت الدنمارك لديها حق قانوني في ذلك، ولكن إذا كان لديهم، فيجب عليهم التخلي عنها، لأننا بحاجة إليها من أجل الأمن القومي".
وعندما سُئل عن تصريحات ترامب، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن "الفكرة التي تم طرحها بشأن غرينلاند ليست جيدة على الإطلاق، ولكن ربما الأكثر أهمية أنها لن تحدث أبداً، لذلك ربما لا ينبغي لنا أن نضيع وقتاً طويلاً في الحديث عنها".
ويقول المسؤولون الدنماركيون إنهم لا يتفقون بالضرورة مع تصريحات ترامب، وأن المحادثة الصريحة حول هذا الموضوع، بدلاً من الافتراض أنه ليس جاداً، ربما تكون الطريقة الوحيدة لتجنب أزمة.
وأشار وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكي راسموسن، الأربعاء، إلى أن بلاده ترغب في مناقشة القضية بشكل أوسع مع إدارة ترامب القادمة، مضيفاً "نحن منفتحون على الحوار مع الأمريكيين حول كيفية تعاوننا بشكل أوثق مما نفعل لضمان تحقيق الطموحات الأمريكية".
الاستيلاء بالقوة
وأوضحت الشبكة أنه لطالما عملت الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الدنمارك في القطب الشمالي وفي غرينلاند، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية في أقصى الشمال.
وحذر ترامب الثلاثاء، من أن الدنمارك قد تواجه تعريفات جمركية باهظة إذا لم تتخل عن السيطرة على غرينلاند، ورفض استبعاد العمل العسكري للاستيلاء عليها بالقوة.
وفي يوم الثلاثاء أيضاً، زار نجل ترامب الأكبر، دونالد ترامب جونيور، غرينلاند بصفته الشخصية – وهي الرحلة التي تابعها المسؤولون الدنماركيون عن كثب، لكنها لم تتضمن أي اجتماعات حكومية رسمية.
وفي إشارة إلى مدى رغبته في المشاركة في هذه القضية، دعا ترامب إلى اجتماع عقده ترامب جونيور مع سكان نوك بغرينلاند، الأربعاء، وقال إن الولايات المتحدة والعالم "يحتاجون" إلى غرينلاند، لأنها تقع في موقع استراتيجي للغاية.
وأكدت الشبكة أن تصريحات ترامب تُسهم بالفعل في خلق توترات مع شركاء وحلفاء الولايات المتحدة، وأشار رئيس وزراء غرينلاند، ميوت إيجيدي، الثلاثاء، إلى أن الإقليم لا يريد الانخراط في الجدل السياسي بين الولايات المتحدة والدنمارك، قائلاً: " غرينلاند ملك لشعب غرينلاند، ومستقبلنا وكفاحنا من أجل الاستقلال هو عملنا".
دخول دول على خط الأزمة
كما ردت فرنسا وألمانيا يوم الأربعاء، وقال المستشار الألماني أولاف شولتس: "مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل دولة، بغض النظر عما إذا كانت دولة صغيرة جداً أو دولة قوية جداً".
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: "من الواضح أنه لا يوجد شك في أن الاتحاد الأوروبي سيسمح لدول أخرى في العالم بمهاجمة حدوده السيادية".
ووفقاً لـ "سي إن إن"، لطالما كانت غرينلاند تُعتبر مفتاحاً لمصالح الأمن القومي الأمريكي، خاصةً لصد أي هجوم روسي محتمل، ولكن خلال فترة ولاية ترامب الأولى، كان مسؤولو الأمن القومي قلقين بشكل خاص بشأن الأنشطة الصينية في القطب الشمالي، التي كانت تشكل تهديداً جديداً نسبياً آنذاك.
وبينت الشبكة أن المسؤولين الأمريكيين والدنماركيين يقولون إنهم لا يفهمون هوس الرئيس المقبل بالحصول على غرينلاند، التي وصفها ترامب بأنها "ضرورة مطلقة"، خاصة وأن الولايات المتحدة لديها بالفعل اتفاقية دفاعية مع الإقليم تعود إلى عقود، سمحت لها ببناء وجود عسكري كبير على أكبر جزيرة في العالم.
تخوفات أمنية
وقالت الشبكة أن مسؤولاً دفاعياً اعترف أيضاً بوجود قلق بشأن سعي غرينلاند نحو الاستقلال عن الدنمارك، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وإذا أصبحت غرينلاند مستقلة، فقد يؤدي ذلك إلى جعل الجزيرة أكثر عدم استقرار سياسي وأكثر عرضة للتأثيرات الروسية والصينية.
وقال المسؤول: "من المثير للجدل أيضاً ما إذا كانت غرينلاند ستظل عضواً في حلف شمال الأطلسي إذا أعلنت الاستقلال"، مضيفاً "الدنمارك حليف ثابت في حلف شمال الأطلسي، وطالما ظلت غرينلاند جزءاً من مملكة الدنمارك، وجزءاً من الناتو، فإننا لسنا أقل أماناً في هذا الوضع".
لكن العلاقة بين الولايات المتحدة وغرينلاند تصبح "غامضة" إذا قررت غرينلاند إعلان الاستقلال، كما قال المسؤول. وتابع: "قد تكون قصة إخبارية جيدة إذا تحولت إلى شيء مستقر، أو ربما تكون قصة مثيرة إذا قررت غرينلاند إعلان الاستقلال، ويمكن أن تسير الأمور في الاتجاه المعاكس".
وأضاف: "أعتقد أن هذا هو مصدر الكثير من هذه المحادثة. نحن ندرك أن هناك نوعاً من التحول يحدث وسط وضع جيوسياسي لم نشهده منذ فترة طويلة. والناس يطرحون الأسئلة".
وأشارت الشبكة إلى أن التعاون العسكري بين الصين وروسيا نما في القطب الشمالي على مدى السنوات الخمس الماضية، وتجري بكين وموسكو دوريات جوية مشتركة بانتظام هناك، وفي أكتوبر/تشرين الأول، زعم خفر السواحل الصيني أنه دخل مياه المحيط المتجمد الشمالي للمرة الأولى مع الروس.
وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في استراتيجيتها للقطب الشمالي في يوليو/تموز من أن التعاون بين الصين وروسيا لديه "إمكانية تغيير استقرار القطب الشمالي وصورة التهديد".
وقال المسؤول الدفاعي الأمريكي إن تصريحات ترامب على الأقل أضافت إلحاحاً إلى المناقشات حول قيمة القطب الشمالي لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وأضاف: "تثبت أن هذا المكان، غرينلاند، له قيمة جيوستراتيجية هائلة للعالم".