رأى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن إسرائيل "أكثر من يراقب" الوضع من كثب و"قلق"، بينما تلتقي الولايات المتحدة وإيران في روما مجددًا لإجراء محادثات نووية.
وفي حين أرسلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسائل متضاربة حول هدفها من المفاوضات، يبدو أن إسرائيل تعيش حالة من القلق بشأن ما ستسفر عنه محادثات السبت.
وبحسب الصحيفة، "مع عودة إيران والولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، لإجراء محادثات دبلوماسية حول أنشطة طهران النووية، قلة من الدول ستراقب نتائجها من كثب كما تفعل إسرائيل".
وبينما اعتمدت إسرائيل على الرئيس ترامب، الذي فعل الكثير خلال ولايته الأولى؛ إذ أمر بقتل مسؤول أمني إيراني كبير، ودمر اقتصاد طهران بالعقوبات الأمريكية، وانسحب من الاتفاق الدولي الذي يحد من البرنامج النووي الإيراني، لاتخاذ موقف صارم ضد إيران، التي دعت إلى تدمير إسرائيل.
لكن الآن، وبينما يقاوم الرئيس الأمريكي الانجرار إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، فإنه يحاول اتباع نهج أكثر دبلوماسية.
وعلى الرغم من أن شبح العمل العسكري لا يزال قائمًا، إذ قال ترامب الأسبوع الماضي "إذا اضطررنا إلى القيام بشيء قاسٍ للغاية، فسنفعله"، فإنه مضى قدمًا في المفاوضات، ويُقال إنه طلب من إسرائيل الامتناع عن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
وتابعت الصحيفة أن "إسرائيل تشهد حالة من التوتر بشأن ما ستسفر عنه محادثات السبت؛ وإلى أي مدى قد تصبح عرضة للخطر".
وفي هذا السياق، صرح الدبلوماسي الإسرائيلي مايكل هيرتسوغ، الذي استقال من منصبه كسفير لإسرائيل في واشنطن في يناير/كانون الثاني 2025: "السؤال هو ما الذي ستصرّ عليه الولايات المتحدة تحديدًا؟، وما هو النموذج الذي ستتبعه كنتيجة دبلوماسية؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن "إيران أيضًا خفّضت من توقعاتها بشأن استئناف الجهود الدبلوماسية خلال الشهرين المقبلين، بموجب مهلة حددها ترامب".
وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في بيان نُشر يوم الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي: "يجب متابعة هذا الأمر بعناية"، يقصد ملف المفاوضات مع إدارة ترامب، "الخطوط الحمراء واضحة لنا، وواضحة للطرف الآخر".
وأضافت الصحيفة أنه رغم تأكيد إيران المستمر أن برنامجها النووي قانوني ومخصص للاستخدامات المدنية فقط، مثل الطاقة والنظائر الطبية، فإنها ترفض وقف تخصيب اليورانيوم، المادة اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وأردفت الصحيفة أن الساعة تدق بالنسبة لإسرائيل التي تعتقد أن أمامها فرصة ضئيلة لضرب المواقع النووية الإيرانية في وقتٍ تضعف فيه طهران عسكريًا واقتصاديًا.
ويعتقد معظم الخبراء أن طهران ستحاول تمديد المحادثات لما بعد مهلة الشهرين التي حددها ترامب، جزئيًا، لإيجاد أرضية مشتركة لمفاوضات فنية شاملة، ولكن أيضًا لتجهيز جيشها للصراع.
وقال مايكل ماكوفسكي، كبير مستشاري السياسة في البنتاغون خلال إدارة جورج دبليو بوش: "إذا حدث ذلك، فمن المرجح أن تخبر إسرائيل السيد ترامب بأن الوقت ينفد".