أعلنت الصين عن مشروعها المحلي الطموح لتطوير آلة طباعة حجرية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)، فيما يُوصف بـ"مشروع مانهاتن الصيني" للرقاقات، في خطوة تُعيد رسم خريطة القوة التقنية العالمية، وتهدف لكسر الاحتكار الغربي على أشباه الموصلات.
وبحسب "آسيا تايمز"، فإن هذا المشروع، الذي يجمع بين هواوي وعدد من المؤسسات البحثية الحكومية، يمنح بكين إمكانية فرض حضور صيني قوي في قلب صناعة تعتبر مفتاح الابتكار الاقتصادي والأمني في القرن الـ21.
ويضم المشروع آلاف المهندسين في مختبرات عالية السرية في "شنتشن"، ورغم أن الجهاز لم ينتج بعد رقاقات تشغيلية، فإن نجاحه في توليد الأشعة فوق البنفسجية القصوى، يُعد خطوة تاريخية نحو إنتاج شرائح عالية الأداء بحلول 2028، بحسب تقديرات صينية رسمية، ويشير الخبراء إلى أن الجدول الزمني الواقعي قد يمتد حتى 2030.
ويرى المحللون أن المشروع يُظهر حجم التحديات التقنية الهائلة التي تواجه بكين؛ خصوصًا أن مثل هذه الآلة الفائقة ليست مجرد جهاز معقد، بل هي نظام متكامل يتطلب السيطرة على مصادر الضوء، وتقنيات الليزر، والبصريات الدقيقة، والبرمجيات المعقدة.
وبحسب الصحيفة فإن الصين اختارت في نهجها الاعتماد على الليزر الصلب بدلاً من تقنيات ثاني أكسيد الكربون "CO₂" التقليدية، محاولةً بناء قدراتها الصناعية وتفادي العقبات المتعلقة بالبراءات الغربية، مع تقليل تكلفة التحويل من البحث إلى الإنتاج الفعلي.
ورجح مراقبون أن أبعاد هذا المشروع تتجاوز التقنية وحدها؛ إذ إنه يحمل دلالات جيوسياسية كبرى تكمن في أن السيطرة على مثل هذه التقنية فوق البنفسجية تعني امتلاك مفتاح إنتاج الرقاقات المتقدمة، التي تستخدم في الهواتف الذكية، والحواسيب الفائقة، والأنظمة العسكرية.
ويتوقع خبراء أن نجاح الصين في هذا المجال سيضع ضغطًا متزايدًا على الولايات المتحدة وأوروبا، التي ظلت تسيطر على سوق الرقائق عالية الأداء لعقود، ويعيد ترتيب موازين القوى في سباق التكنولوجيا العالمية.
وأشار المحللون إلى أن هذا المشروع الصيني يوازي في طموحه "مشروع مانهاتن" الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، من حيث حشد الدولة لجهود الصناعة والعلماء لتحقيق هدف استراتيجي محوري.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل المخاطر المتمثلة في وجود تعقيدات تقنية، والحاجة الماسة لدمج آلاف الأجزاء الدقيقة، والسباق مع الزمن لضمان المنافسة في سوق متسارع التطور؛ ما يجعل الطريق أمام الصين مليئًا بالتحديات.