logo
العالم

ميناء على البحر الأسود "ساحة صراع" جديدة بين واشنطن وبكين

ميناء على البحر الأسود "ساحة صراع" جديدة بين واشنطن وبكين
مشروع الميناء الصيني في جورجياالمصدر: نيويورك تايمز
13 مارس 2025، 1:19 م

أثارت حكومة جورجيا ضجة بإعلانها منح مشروع ميناء على البحر الأسود لشركة صينية، بعد إلغاء عقد مع اتحاد يضم شركات غربية، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ورأت الصحيفة أن وضع الميناء يُسلّط الضوء على تنامي التنافس بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة، مستهدفًا دولًا أصغر مثل جورجيا.

وبحسب الصحيفة، فإنه لأكثر من عام، دأب المتظاهرون المؤيدون للغرب في جورجيا، الجمهورية السوفيتية السابقة المتاخمة لروسيا، على اتهام حكومتهم بالسماح لموسكو بإعادة تأكيد نفوذها على بلادهم بشكل متزايد.

ولكن، عند التجول في أنحاء هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 3.6 مليون نسمة، والواقعة في قلب منطقة القوقاز الجبلية، يتضح نفوذ قوة طموحة أخرى، حيث كثّفت الصين أنشطتها في المنطقة في السنوات الأخيرة، وشيّدت البنية التحتية ووسّعت طرق التجارة التي تأمل أن تعزز اقتصادها.

ويقوم عمال صينيون، في وسط جورجيا، بتشييد جسور شاهقة وحفر عشرات الأنفاق عبر الصخور الصلبة لبناء أول طريق سريع حديث يربط شرق البلاد بغربها. 

وفي الشمال، تقوم مجموعة أنفاق السكك الحديدية الصينية بحفر نفق بطول 5.5 ميل عبر الجبال لتوسيع طريق سريع قائم إلى روسيا.

وتجري في الغرب، الاستعدادات لشركة صينية أخرى، وهي شركة الصين للإنشاءات والاتصالات، لتطوير أول ميناء بحري عميق في جورجيا على البحر الأسود كجزء من مبادرة الحزام والطريق للبنية التحتية والتجارة في بكين.

وذكرت الصحيفة أن الميناء، الذي لم يُسمَّ بعد، يُشكِّل الآن محور نقاش في جورجيا وخارجها حول النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة وابتعاد الدولة القوقازية عن الغرب.

ومما يفاقم الوضع انتزاع المشروع من مجموعة شركات جورجية وأوروبية وأمريكية، هي اتحاد أناكليا للتنمية، قبل أن يُمنح للشركة الصينية في نهاية المطاف في مايو/ أيار الماضي.

وصرّح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، في يوليو/ تموز الماضي، بأن منح مشروع الميناء للشركة الصينية يتعارض مع الرغبة في الانضمام إلى "منظمات دولية مقرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

من جهتها، أكدت الحكومة الجورجية أن قرار تسليم الميناء للشركة الصينية سيضمن تنفيذه "على أعلى مستوى".

ويرى محللون أن ابتعاد جورجيا عن الغرب خيار منطقي بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي في المنطقة.

وقال ديمتري مونيافا، رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث في تبليسي، عاصمة جورجيا: "تسعى جورجيا إلى الحصول على المزيد من الصين، الطرف الفاعل الذي يزداد قوة في المنطقة".

وتابعت الصحيفة بالقول إن هذا الميناء يقع في مدينة أناكليا السياحية القديمة المتهالكة. 

ولا تزال المدينة مهجورة، لكن الشاحنات القريبة تنقل الآن أحجارًا ضخمة من جميع أنحاء جورجيا لاستخدامها في بناء كاسر أمواج للميناء. 

وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيتحول الموقع في غضون ست سنوات تقريبًا إلى مركز حيوي يتسع لما يصل إلى 600 ألف حاوية.

وبالنسبة للصين، سيصبح الميناء بوابة إلى القوقاز، يربط آسيا بأوروبا عبر ما تسميه "الممر الأوسط"، ويتيح للشركات الصينية شحن بضائعها من الصين عبر السكك الحديدية في آسيا الوسطى وعبر بحر قزوين إلى أوروبا، متجنبة روسيا، التي كانت هدفًا لعقوبات غربية بسبب الحرب في أوكرانيا.

وصرحت الحكومة الجورجية بأن تفاصيل الصفقة لا تزال قيد الدراسة، لكن الشركة الصينية ستمتلك 49% من الميناء، بينما تحتفظ جورجيا بحصة الأغلبية المتبقية.

 وتقول الحكومة الجورجية إنها تتوقع أن تستثمر شركة البناء الصينية 600 مليون دولار في المرحلة الأولى.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC