logo
العالم

ما دلالات انتقال المفاوضات النووية إلى "مستوى الخبراء"؟

ما دلالات انتقال المفاوضات النووية إلى "مستوى الخبراء"؟
منشأة نطنز النووية الإيرانية المصدر: (أ ف ب)
22 أبريل 2025، 8:30 ص

تنتقل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، يوم الأربعاء، إلى ما يُعرف بـ"مستوى الخبراء"، ما يثير تساؤلات حول دلالات ذلك.

ويرى خبراء غير مشاركين في المحادثات، أن ذلك لا يعني مؤشراً على قرب التوصل إلى اتفاق، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، بل إن المفاوضات بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، "لم تتعثر بعد".

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

عراقجي: جهات "تشوّه" صورتنا وتسعى لتقويض المفاوضات النووية

واعتبرت كيسلي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في جمعية الحد من الأسلحة، والتي درست البرنامج النووي الإيراني فترة طويلة، أن الموافقة على المحادثات الفنية "تعني أن الجانبين يعبران عن أهداف عملية وواقعية للمفاوضات ويريدان استكشاف التفاصيل".

وأضافت "لو كان ويتكوف يطرح مطالب متطرفة خلال محادثاته مع عراقجي، مثل تفكيك برنامج التخصيب، لما كان لدى إيران أي حافز للقاء على المستوى الفني".

ومع ذلك، يظل هذا المستوى التقني مليئاً بالتحديات المحتملة، مع كثير من الملفات الشائكة التي لم تبحث جدياً بعد، مثل مقدار التخصيب، وبرنامج طهران للصواريخ الباليستية، الذي استشهد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أولاً عند انسحاب واشنطن أحادياً من الاتفاق عام 2018، إضافة إلى العقوبات التي يُمكن رفعها، أو التي ستبقى سارية.

ورأى ريتشارد نيفيو، الزميل المساعد في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والذي عمل على العقوبات المفروضة على إيران في أثناء عمله في وزارة الخارجية الأمريكية خلال المفاوضات حول ما أصبح يُعرف بالاتفاق النووي لعام 2015، أن أهم مُحدد لقيمة محادثات الخبراء، يكمن في "مدى وجود التزام سياسي للقيام بشيء ما، ويحتاج الخبراء فقط إلى معرفة ماهيته".

وأضاف "إذا اضطر الخبراء أيضاً إلى مناقشة مفاهيم رئيسة، دون اتفاق سياسي، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية".

وشهد الاتفاق النووي لعام 2015 مشاركة خبراء كبار من كلا الجانبين، ففي عهد الرئيس باراك أوباما، توصل وزير الطاقة الأمريكي، إرنست مونيز، إلى تفاهم مع علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية آنذاك. وقد أثبتت الخلفية التقنية لكلا الرجلين أهميتها في تحديد تفاصيل الاتفاق.

أخبار ذات علاقة

إسماعيل بقائي

إيران تتهم إسرائيل بالسعي لتقويض المباحثات النووية

وبموجب اتفاق عام 2015، وافقت إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 3.67% فقط، والاحتفاظ بمخزون لا يتجاوز 300 كيلوغرام (661 رطلاً). 

واليوم، تُخصب إيران بعض اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60%، وهي خطوة تقنية قصيرة تفصلها عن مستويات الأسلحة البالغة 90%. وأشار آخر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير إلى أن إجمالي مخزون اليورانيوم الإيراني بلغ 8294.4 كيلوغرام (18286 رطلاً).

كما حدّ الاتفاق من أنواع أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لإيران تشغيلها؛ مما أبطأ قدرة طهران على السعي جاهدة للحصول على قنبلة نووية، إن هي اختارت ذلك. وحدد الاتفاق أيضاً بنوداً تتعلق بكيفية وموعد رفع العقوبات، إضافة إلى حدود زمنية للاتفاق نفسه.

يقول المحللون إن الوصول إلى الحدود، والتخفيف، والجداول الزمنية تتطلب معرفة الخبراء.

وقال دافنبورت: "لا معنى لاتفاقية حظر الانتشار إذا لم يُنفذ تطبيقها والتحقق منها بفعالية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى "فريق فني قوي للتفاوض على القيود التفصيلية والمراقبة التدخلية اللازمة لضمان الكشف السريع عن أي تحرك من جانب إيران نحو امتلاك أسلحة نووية".

تفاؤل حذر

الأمريكيون والإيرانيون متكتمون بشأن ما نوقش حتى الآن، على الرغم من أن كلا الجانبين أعرب عن تفاؤله بشأن وتيرة التقدم، كذلك ما زال خبراء متفائلين بشأن مسار المحادثات حتى الآن.

وقال آلان آير، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي شارك سابقاً في المفاوضات النووية السابقة مع طهران: "على الرغم من أنّ المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنني أشعر بالتفاؤل حتى الآن".

 وأضاف أنّ "وتيرة المفاوضات، بما في ذلك بدء اجتماعات على مستوى الخبراء يوم الأربعاء، جيدة".

وأوضح أنّه حتى الآن، لا يبدو أنّ هناك "خطوطاً حمراء متعارضة" للمحادثات أيضاً؛ ما يُشير إلى أنّه من المُرجّح عدم وجود أيّ عقبات حالية أمام التوصّل إلى اتفاق.

أخبار ذات علاقة

جانب من مفاوضات إيرانية حول البرنامج النووي

وساطة وضمانة.. موسكو تستعد لـ"دور محوري" في الاتفاق النووي الإيراني

وبالمثل، وصف نيفيو الوصول إلى مستوى الخبراء بأنه "علامة إيجابية". ومع ذلك، فقد حذّر من أن العمل الجاد قد يكون بدأ للتو في المفاوضات.

كذلك أبدت كوري هيندرشتاين، نائب رئيس الدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والخبيرة النووية السابقة في الحكومة الأمريكية، تفاؤلاً حذراً بشأن بدء محادثات الخبراء.

وقالت: "يقع على عاتق رؤساء الوفود مسؤولية وضع الأهداف الاستراتيجية وتحديد النجاح. ولكن إذا كان هناك اتفاق يجب إبرامه، فإن الخبراء الفنيين هم من سيُنجزونه".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC