قبل ساعات من وقف إطلاق النار فجر اليوم الثلاثاء، كشف الجيش الإسرائيلي عن وحدة كهرومغناطيسية سرية، منعت عشرات الهجمات الإيرانية بطائرات مسيرة انتحارية، ما شكّل "طبقة دفاع إضافية"، وهو بحسب وصف صحيفة "جيروزاليم بوست" كان أمراً نادراً.
ونقلت الصحيفة العبرية عن نقيب في الجيش الإسرائيلي، أن وحدة الطيف الكهرومغناطيسي "السرية للغاية "، تتبع للكتيبة 5114، مشيراً إلى أنها أسقطت عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية، في الأسبوع الثاني من الحرب.
والكشف عن وحدة الطيف كان بحد ذاته أمراً استثنائياً، بحسب "جيروزاليم بوست"، إذ إنها من الحالات النادرة التي يقرّ فيها الجيش الإسرائيلي بوجودها ويناقش أنشطتها علناً، وإن امتنع عن تقديم تفاصيل دقيقة عن خصومها وتواريخ استخدامها، كما فعل يوم الاثنين.
ورغم السرية التي كان يحاط بها عمل الوحدة، فقد كانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نوّهت بها في تقرير سبق هجوم السابع من أكتوبر 2023، بأربعة أشهر، عندما اطلعت على معلومات داخلية "نادرة" عن الكتيبة 5114، حيث لاحظت وجود "عدو مجهول" حاول إطلاق النار على القوات الإسرائيلية، لكنه لم يتمكن بسبب تشويشها بواسطة جهود الطيف الكهرومغناطيسي.
ومن الجوانب "الفريدة" الأخرى للوحدة، بحسب "جيروزاليم بوست"، أنها تُدار بشكل مشترك من قبل قيادة الاتصالات في الجيش الإسرائيلي، إلى جانب قيادتي الاستخبارات والسيبرانية، اللتين غالباً ما تحظيان باهتمام عام أكبر.
كما أن اللافت، وفق الصحيفة العبرية، أنه في حالة استخدام مركز حرب الطيف الكهرومغناطيسي لتعطيل قدرة القوات المهاجمة على العمل، لا يكون لدى قوات الجيش الإسرائيلي التي تنجو، "أدنى فكرة عما حدث".
ووفق ما ذكر نقيب في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "واشنطن بوست" سابقاً، فإن الوحدة تنفذ أنشطة متنوعة، لكن الأنواع الجديدة من التشويش المباشر أو إرباك اتصالات "الأعداء" تُعدّ بلا شك جوانب أساسية.
في حين أن القدرات الهجومية والدفاعية للوحدة آخذة في النمو، إلا أن "الهجومية" تنمو بوتيرة أسرع، وفقاً للنقيب الذي لم تسمّه الصحيفة.
وقال "الغرض من الوحدة هو تمكين التحكم الكامل في الطيف الكهرومغناطيسي؛ ما يتيح للقوات الإسرائيلية المختلفة في الميدان حرية أكبر في العمل".
وأضاف "من الناحية النظرية، أدرك الجيش الإسرائيلي أن التقدم التكنولوجي يؤثر على كل شيء. ويحدث هذا حتى في القطاع المدني، حيث يعمل الجرار أيضاً على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) باستخدام جهاز محوسب".
وعلى سبيل المثال، فإن جندياً قد يكون مسافراً، وفجأة يلتقط جهازه اللاسلكي قناة خاطئة؛ ما قد يؤثر على قدرته على تلقي الأوامر والتحديثات من قائده، لكن هذه الوحدة تساعد على حماية الاتصالات وحل أي انقطاعات بسرعة، وفق النقيب.
ويقول النقيب إن ردود فعل الجنود الذين شاركوا في مناورة عام 2023 كانت "أنهم يشعرون بحدوث تحول جذري في المفاهيم"؛ ما زودهم بأدوات جديدة حاسمة في الحرب.
وأضاف أن الجيش يُدرك أن "أعداءه يتقدمون دائماً في الحرب الإلكترونية أيضاً، لكن الجيش الإسرائيلي يعرف كيفية التعامل مع مثل هذه التهديدات". وتابع "نحن مستعدون لأي سيناريو. التحديات كبيرة، لكن لدينا الكوادر القادرة على فرض النظام في كل شيء".
