رجحت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في تقرير لها، أن وحدات الدفاع الجوي الأمريكية "باتريوت"، المتمركزة في شمال شرق آسيا، قد استفادت دروسًا قيّمة من تجربتها القتالية الأخيرة في الشرق الأوسط، وهي تستعد لعدوان محتمل من الصين وكوريا الشمالية.
وأدت الضربات الصاروخية الإيرانية على مواقع عسكرية أمريكية في المنطقة، ردًا على القصف الأمريكي السابق لمنشآتها النووية، خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، إلى إطلاق عملية دفاع جوي غير مسبوقة، وفقًا لقادة عسكريين أمريكيين كشفوا لاحقًا عن إعادة نشر وحدات "باتريوت" من اليابان وكوريا الجنوبية.
وأضافت المجلة أن اليابان وكوريا الجنوبية تواجهان تهديدا صاروخيا متزايدا من كوريا الشمالية، بينما وسّعت الصين بشكل مطرد ترسانتها الصاروخية بعيدة المدى القادرة على ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء اليابان.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت حوالي 55,000 جندي في اليابان، و28,500 آخرين في كوريا الجنوبية، وجميعهم مكلفون بالدفاع عن حلفاء أمريكا في حالات الطوارئ الإقليمية.
وذكرت المجلة أن من بين القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرق آسيا وحدتين صاروخيتين من طراز "باتريوت": لواء مدفعية الدفاع الجوي الثامن والثلاثين التابع للجيش الأمريكي في اليابان، ولواء مدفعية الدفاع الجوي الخامس والثلاثين التابع له في كوريا الجنوبية.
وأوضحت أن نظام الدفاع الجوي باتريوت، الذي اكتسب شهرة واسعة خلال حرب الخليج في التسعينيات، يتمتع بقدرة على اعتراض الصواريخ الباليستية التكتيكية، وصواريخ "كروز"، والطائرات، والطائرات المسيرة.
وقال الباحث البارز في معهد "هدسون" والمتخصص في الدفاع الجوي والصاروخي تيموثي والتون، إن "فرع مدفعية الدفاع الجوي التابع للجيش الأمريكي، إلى جانب مدمرات البحرية الأمريكية، سيعزز قدرة الجيش على اعتراض مجموعة من التهديدات بفضل عملياته في الشرق الأوسط".
وأشارت المجلة إلى أنه "قبل هجوم إيران في 23 يونيو/ حزيران على قاعدة العديد، تم إجلاء جميع الأفراد باستثناء 44 جنديا بقوا لتشغيل بطاريتي باتريوت، وفقًا للجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة".
وقال كين حينها: "نعتقد أن هذه أكبر مشاركة منفردة لنظام باتريوت في تاريخ الجيش الأمريكي. وهذا يُظهر حقًا القدرة القتالية وقدرة قوات الدفاع الجوي في جيشنا".
وفي تحليلٍ نُشر في 21 يوليو/ تموز، أفاد باحثون في "المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي"، بأن الجيش أطلق ما يقارب 30 صاروخ باتريوت مُوجّها على 14 هدفا باليستيا إيرانيا متجها نحو أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، بتكلفة إجمالية بلغت 111 مليون دولار.
وتتكون بطارية صواريخ "باتريوت" واحدة من محطة طاقة، ورادار، ومحطة تحكم، ومنصات إطلاق، ومجموعة صواري هوائيات، وصواريخ اعتراضية؛ يمكن لكل منصة استيعاب 4 أو 16 صاروخًا اعتراضيًا، حسب نوع الذخيرة.
وبالإضافة إلى نظام "باتريوت"، نشر الجيش الأمريكي أيضا نظام الدفاع الجوي للمناطق المرتفعة الطرفية، أو "ثاد"، في إسرائيل لتعزيز دفاعاتها الجوية وسط تهديدات الصواريخ بعيدة المدى من إيران وميليشيا الحوثيين في اليمن.
وتنتشر حاليا وحدتان على الأقل من نظام ثاد في غرب المحيط الهادئ، واحدة في "غوام"، أقصى الأراضي الأمريكية غربا، والأخرى في كوريا الجنوبية، لتوفير الدفاع الجوي للوطن الأمريكي ولحلفائه ضد تهديدات الصواريخ الباليستية من الصين وكوريا الشمالية.
وأضاف تيموثي: "استجابةً للطلب المتزايد على وحدات الدفاع الجوي والصاروخي، يخطط الجيش الأمريكي لزيادة قوته من بطاريات باتريوت وإضافة قدرة جديدة للحماية من النيران غير المباشرة وأجهزة استشعار ومؤثرات جوية أخرى إلى قوته".
وختمت المجلة بالقول إن "الولايات المتحدة ستحتاج إلى تجديد مخزونها من صواريخ باتريوت الاعتراضية في أعقاب العمليات في الشرق الأوسط وبعد تسليم أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا".
