logo
اليهود في إيران.. من الامتيازات إلى اتهامات "التجسس" (إنفوغراف)
ماذا تعرف عن يهود إيران؟المصدر: إرم نيوز
العالم

اليهود في إيران.. من الامتيازات إلى اتهامات "التجسس" (إنفوغراف)

01 يوليو 2025، 6:45 ص

بعد أيام من حرب الـ 12 يوماً التي شنتها إسرائيل على إيران، كشفت تقارير حقوقية عن مضايقات أمنية تعرّض لها اليهود في طهران وشيراز، في خطوة اعتبرها محللون تعكس جهود الدولة لإظهار قوتها، واعتمادها على استهداف الأقليات عند مواجهة انتكاسات خارجية.

وإن شملت الاعتقالات والمضايقات الأمنية أقليات أخرى، مثل البلوش، والطائفة البهائية، إلا أن مراقبين يعتبرون أن استهداف اليهود في هذا التوقيت، يعني زجّهم في حسابات الصراع السياسي والعسكري بين طهران وتل أبيب، على ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على النظام دولياً في حال اضطهادهم.

وكانت منظمة هرانا لحقوق الإنسان، ومقرها الولايات المتحدة، اتهمت إيران باستهداف الطائفة اليهودية بعد حربها مع إسرائيل، كاشفة عن أن السلطات استدعت واستجوبت ما لا يقل عن 35 يهودياً في طهران وشيراز بشأن تواصلهم مع أقاربهم في تل أبيب.

وأفادت "هرانا" أن التحقيقات، التي ركزت على العلاقات الشخصية مع الأقارب في إسرائيل، تمثل أوسع إجراء حكومي ضد اليهود الإيرانيين منذ عقود، ونقلت عن مصدر مقرَّب من العائلات أنه تم التركيز على تجنب أي اتصال هاتفي أو عبر الإنترنت مع الخارج.

أخبار ذات علاقة

إيرانيون يشاركون في تشييع قياديهم القتلى

إعدامات واعتقالات واسعة.. إسرائيل تراقب تأجج الجبهة الداخلية في إيران

 ووفق تقرير لقناة "إيران إنترناشيونال"، فإن اتهامات بـ "التجسس" وجهت إلى المواطنين اليهود، وهو ما اعتبرته "انتهاكاً لدستور إيران، مؤكدة أنه "عادة ما تبتعد الطوائف عن النشاط السياسي".

حقبة الخميني

وتعدُّ هذه الأحداث هي "الأخطر" على اليهود في إيران منذ 46 عاماً، بعد قيام ثورة روح الله الخميني العام  1979، والتي أسقطت نظام الشاه محمد رضا بهلوي، ثم أدت إلى هجرة نحو 60 ألف يهودي إثر مخاوف من النظام المتشدد.

والوجود اليهودي في إيران والذي يمتد إلى القرن السادس قبل الميلاد، انخفض بشكل كبير بعد العام 1979، من 100 ألف إلى 40 ألفاً، حتى وصل اليوم بحسب تقديرات إسرائيلية بين 10 إلى 20 ألفاً، ورغم ذلك تبقى إيران تحتضن أكبر تجمع لليهود في الشرق الأوسط، بعد إسرائيل.

ويعود بقاء اليهود في إيران بشكل كبير إلى قانون أقرّه البرلمان العام 2011، والذي يحظر السفر إلى إسرائيل. ويحتفظ العديد من اليهود الإيرانيين بروابط عائلية ودينية هناك، ويقول خبراء حقوق الإنسان إن القانون أصبح "أداة للقمع".

وشكّلت عملية إعدام زعيم الأقلية اليهودية في إيران، حبيب الغنيان، بعد صعود الخميني إلى سدة الحكم، عاملاً سلبياً في تقليص عدد اليهود في البلاد، إذ غادر الآلاف منهم إلى إسرائيل والتي تستقبل حتى اليوم نحو 200 ألف يهودي من أصول إيرانية.

لكن في السنوات التالية من الثمانينيات، استقرت أوضاع اليهود في إيران، واحتفظوا بحرية الشعائر، مع وجود 76 كنيساً، منتشرة في البلاد، منها 31 في طهران، و13 في شيراز.

كما استمر الدعم الحكومي لأماكن عبادة اليهود؛ إذ توفر نحو 10% من نفقاته السنوية، مع إعفائها من دفع الضرائب أو بدل خدمات المياه والكهرباء والغاز. 

ويُسمح لليهود باقتناء المشروبات الكحولية رغم أنها ممنوعة في عموم الجمهورية، كما أن لديهم محال جزارة وبقالة خاصة بهم تبيع المنتجات "الكوشر".

ويقول الباحث وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، في تصريح لـ "إرم نيوز": كانت لليهود "امتيازات كبيرة" في إيران، وكانت تفسّر بأنها قد تكون يوماً ما "جسراً للتقارب المستقبلي بين طهران وتل أبيب"، مستدركاً أن ذلك لم يحدث حتى الآن.

لكنّ الحرب الأخيرة بين طهران وتل أبيب، والمرشحة لجولات أخرى من التصعيد السياسي والعسكري، تدفع اليهود في إيران نحو التساؤل عن مستقبلهم في البلاد، مع تأكيد محامي حقوق الإنسان أن إجراءات النظام بعد الحرب "قد تُشكّل تمييزاً دينياً وعرقياً بموجب القانون الدولي".

إلا أن شنيكات يستبعد وجود استهداف معين لليهود، لافتاً إلى أن "الاعتقالات شملت كل المكونات الإيرانية، واليهود جزء منها".

اليهود والموساد

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي، علي حمادة، أن الاتهامات الإيرانية لليهود في البلاد "غير صحيحة"، مستنداً بذلك إلى تقارير تؤكد أن الموساد الإسرائيلي لم يخترق النظام الإيراني من خلال أتباع الديانة اليهودية.

ويقول علي حمادة في تصريح لـ "إرم نيوز"، إن اليهود كانوا في الأصل "تحت رقابة شديدة قبل الحرب"، وإن النظام الإيراني ألقى تهم "التجسس" لتبرير الاختراق الكبير الذي أدى إلى تساقط قياداته العسكرية بسهولة وخلال ساعات من بدء الحرب التي أكدت على "اختراق هائل". 

ويشير إلى أن تهم "التجسس" كانت موجهة إلى إثنيات مختلفة، فتم اعتقال العشرات من أقليات، مثل: البلوش، والهنود، والسنة، في عمليات "بعيدة تماماً عن الشفافية"، لافتاً إلى تقارير تتحدث عن إعدامات ميدانية بخصوص شبهات التعاون مع الموساد الإسرائيلي.

ويشدد علي حمادة على أن تقارير أكدت "تحاشي إسرائيل استخدام ورقة اليهود في إيران خلال الحرب"، لاعتقاد تل أبيب أن هذا قد يؤدي إلى استهدافهم بشكل مباشر.

أما عن كون اليهود "ورقة ضغط"، بيد إيران، فيستبعد ذلك علي حمادة، كون النظام "ليس لديه هوامش لاستخدام الأقلية اليهودية؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى إحداث أزمة دولية في وجهه"، مؤكداً في المقابل أن إسرائيل من جهتها قد تستخدمهم "ورقة" في حال تعرّضهم لاضطهاد واضح، لفرض مزيد من الغضب الدولي على طهران.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC