logo
العالم

السنغال.. توترات وخلافات سياسية تتصاعد قُبيل الانتخابات الرئاسية

ملصقات انتخابية في السنغالالمصدر: (أ ف ب)- أرشيفية

تتصاعد التوترات السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في السنغال بين أبرز الشخصيات السياسية في البلاد، في مقدمتهم الرئيس الحالي باسيرو ديوماي فاي، وزعيم المعارضة أوسمان سونكو.

ويعكس هذا الصراع انقسامات عميقة داخل التحالفات السياسية، ويثير تساؤلات كبيرة حول مصير السلطة في السنغال في الفترة المقبلة. 

أخبار ذات علاقة

 رئيس وزراء السنغال، عثمان سونكو

"سيناريو اليونان".. أزمة "الديون الخفية" تفجّر الخلافات داخل حكومة السنغال

صراع على القيادة

ووفقاً لتقرير مجلة "جون أفريك" الفرنسية تأتي هذه التوترات في وقت حساس، حيث يسعى كل من ديوماي فاي وسونكو لتعزيز مكانتهما داخل التحالفات السياسية والتنافس على النفوذ السياسي في البلاد.

فبينما يعكف فاي على توسيع قاعدة دعم تحالفه الرئاسي، يواصل سونكو، الذي لا يزال يعد أبرز منافس له في الانتخابات المقبلة، تعزيز تحالفه في صفوف "الوطنيين الأفارقة من أجل العمل والأخلاق والأخوة" (باستف).

ولا يقتصر الصراع بين فاي وسونكو على المواقف السياسية التقليدية، بل يتعداها ليأخذ طابعًا شخصيًا، حيث يثير كل طرف الدعم من مختلف الفئات السياسية.

وأصبح الانقسام في "باستف" واضحًا بشكل متزايد بعد التوترات الأخيرة حول تعيين أميناتا "ميمي" توري، القيادية السابقة في حزب "ماكي سال"، مشرفة على تحالف "ديوماي رئيس".

شرارة الخلافات

وأدى تعيين توري في نوفمبر 2024 إلى تفجير الخلافات بين فاي وسونكو وحلفائهم في "باستف".

بدورهم، اعتبر مؤيدو سونكو أن هذا التعيين يمثل تجاوزًا للتحالفات السياسية القائمة، مشيرين إلى أن توري تشكل تهديدًا لمصالحهم.

في هذا السياق، يشير المراقبون إلى أن هذه الخطوة كانت بمثابة رفع للستار عن الخلافات العميقة بين الرجلين، والتي قد تؤثر على مجريات الانتخابات المقبلة.

كما تصاعدت الانتقادات ضد توري بسبب تورطها في التحقيقات المالية المتعلقة بإدارتها لمجلس الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والبيئية خلال عامي 2019-2020، ما زاد من تعقيد الأوضاع داخل التحالفات.

ويعكس هذا الانقسام أزمة ثقة داخل "باستف"، ويهدد بتفكيك الوحدة التي كانت تجمع فاي وسونكو في مرحلة سابقة.

أخبار ذات علاقة

مديرة صندوق النقد، ورئيس السنغال السابق ديوماي فاي.

إرث الفساد يضع النظام السنغالي الجديد أمام "مهمة مزدوجة"

مستقبل التحالفات في السنغال 

وتشير التطورات السياسية الأخيرة إلى أن التحالفات السياسية في السنغال قد تكون على وشك الدخول في مرحلة من التغيرات الكبيرة.

وفي الوقت الذي يظل فيه فاي صامتًا بشأن طموحاته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يواجه سونكو تحديات داخلية مع تصاعد الانقسامات بين داعميه.

ورغم أن بعض المقربين من فاي يرون أن ترشحه في الانتخابات القادمة قد يسهم في تهدئة الأوضاع داخل التحالف، إلا أن المواقف الغامضة قد تزيد من حدة التوترات.

وفيما يتعلق بتحالف "ديوماي رئيس"، من المرجح أن يواجه هذا الأخير صعوبات في الحفاظ على استقراره بسبب الانشقاقات المتزايدة بين أعضائه، وإذا استمر هذا الوضع، فقد تؤثر هذه الانقسامات على القوة السياسية للتحالف، ما يعكس تزايد الصعوبات أمام فاي وسونكو في الحفاظ على الوحدة السياسية حتى موعد الانتخابات.

الانتخابات المقبلة أمام مفترق طرق

وشددت المجلة الفرنسية على أن الشكوك تزداد حول مستقبل التحالفات السياسية في السنغال مع تزايد التوترات بين قياداتها، ومن المتوقع أن تؤثر هذه التحولات بشكل كبير على الانتخابات الرئاسية.

وأكدت المجلة أن صراع السلطة بين ديوماي فاي وسونكو، والتحولات المستمرة في التحالفات السياسية، قد تخلق مشهدًا غير مسبوق في الانتخابات المقبلة.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء السنغالي، عثمان سونكو

حصر الخلاف.. ماذا بعد "اجتماع التهدئة" بين رئيس السنغال وسونغو؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC