"المرصد السوري": استهداف سيارة على طريق مطار حلب الدولي

logo
العالم

سونكو يهاجم ديوماي فاي.. هل ينهار الحكم "ذو الرأسين" في السنغال؟

سونكو يهاجم ديوماي فاي.. هل ينهار الحكم "ذو الرأسين" في السنغال؟
عثمان سونكوالمصدر: رويترز
14 يوليو 2025، 8:08 م

هاجم رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو، في خطاب ناري، خصومه السياسيين، مثلما هاجم لأول مرة رئيس البلاد باسيرو ديوماي فاي.

وفجرت الخلافات التي برزت إلى السطح عدة تساؤلات في الساحة السياسية السنغالية، إذ كيف سيتعامل باسيرو ديوماي فاي مع هذا النزاع؟ وهل سيُقيل رئيس الوزراء من منصبه ليؤكد سلطته كرئيس للدولة، كما يشجعه بعض أعضاء المعارضة؟  

أخبار ذات علاقة

باسيرو ديوماي فاي وعثمان سونكو

هاجم ديوماي فاي.. رئيس حكومة السنغال يحذر من "مؤامرة" للإطاحة به

 وأكد سونكو الذي يترأس حزب "باستف" السنغالي أنه لا توجد مشكلة كبيرة في السنغال سوى "مشكلة السلطة"، بل وحتى "غياب السلطة"، حسب ما أعلنه خلال تنصيب المجلس الوطني للباستف.

ويتهم سونكو في هجوم مُبطّن رئيس الجمهورية بعدم الحزم الكافي وعدم الدفاع عن رئيس وزرائه، ولا سيما في مواجهة الهجمات التي يقول إنه يتعرض لها شخصيًّا.

وقال سونكو: "لا يمكننا أن نتسامح مع أن يُجرّ رجل، أبٌ ورئيس مؤسسة، إلى الوحل يوميًّا، تحت ستار حرية التعبير".

وتابع: "هجماتٌ يُمكن أن تتوقف إذا قرر الرئيس مواجهتها بحزم"، حسب تعبيره.

ودعا سونكو إلى "السماح له بالحكم"، منددًا بضيق هامش المناورة لتنفيذ الإصلاحات الموعودة.  

واعتبرت الصحافة السنغالية هذه التصريحات مؤشرًا على التوترات داخل التحالف الثنائي سونكو-ديوماي، حتى أن صحيفة "لينكيت" حملت عنوان: "طلاق مباشر".

بينما يقرأ محللون الخلافات الكبيرة في قيادة البلاد، بأنها غير مفاجئة، وأصبحت أمرًا حتميًّا على المدى القصير أو المتوسط؛ نظرًا لخصوصية هذه السلطة التنفيذية ذات الرأسين.

وقال المحلل السياسي السنغالي، أبو بكر سانسو باري، إنه عندما وصل الرئيس ديوماي فاي إلى السلطة، في أبريل/نيسان عام 2024، بعد فوز ساحق، توقعت المعارضة تفجّر توترات بدأت تظهر مبكرًا أكثر مما كان مرجحًا، بعد عام واحد فقط من انتصارهما على ماكي سال ومعسكره.

وأضاف باري، لـ"إرم نيوز"، أن التصدعات الظاهرة ترجع إلى رغبة سونكو في أن يصبح خليفة للرئيس، مدفوعًا بنزعة استبدادية معينة، إذ يبدو أن سونكو يريد إسكات النقاش العام وتكميم حرية التعبير في مجتمع سنغالي يقوم استثناؤه الديمقراطي تحديدًا على هذه القيم، وفق تعبيره.

كما تكمن نقطة الخلاف الأولى بين ديوماي فاي وسونكو في شخصيتيهما المتناقضتين تمامًا، فالرئيس الهادئ والرصين، يتجنب التهديدات وتجاوز الصلاحيات، وهو أكثر ميلًا لاحترام المؤسسات، وترك دورها للنظام القضائي والصحافة والتوازنات.

في المقابل، يتمتع رئيس الوزراء بشخصية حادة، فهو مقاتل، بل وعدواني أحيانًا، ويدخل الساحة السياسية أسرع، حتى لو تطلب ذلك انتهاك مبادئ سيادة القانون، وفق مراقبين.  

أخبار ذات علاقة

f8e74f3e-ea86-49ce-8939-b0f1d0a5648a

من هو ديوماي فاي رئيس السنغال الجديد؟

ويؤكد المحلل السياسي أن سونكو كان سيكون شريكًا وفيًّا لديوماي فاي، ومهندس ولاية ناجحة يمكن لكليهما تحقيقها بحلول عام 2029، لكن بدلًا من ذلك، يبدو أنه منغمسٌ بشكل متزايد في غروره وطموحاته الشخصية، على حساب المصلحة العامة، وفق قوله.

ويرى مراقبون في انتقاد رئيس الوزراء لرئيسه بأنه أمر غير مسبوق في السنغال؛ نظرًا للتنظيم المؤسسي للسلطة التنفيذية، حيث يخضع رئيس الحكومة لسلطة رئيس الدولة، الذي يُعيّنه ويستطيع إقالته.

وفي حين تقلل مصادر مقربة من الرئاسة من أهمية الصدام، وتعزو الخطاب إلى إحباط رئيس الحكومة الذي اضطر إلى الاكتفاء بمنصب رئيس الوزراء، فإن عثمان سونكو، من جانبه، صرح بوضوح تام أنه رغم خلافاته مع الرئيس، فإنه لا ينوي الاستقالة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC