ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
كشفت وسائل إعلام سنغالية، أن رئيس الحكومة عثمان سونغو، قطع إجازته التي كان مقرراً أن تستمر لمدة أسبوعين، وباشر عمله أمس الثلاثاء، وذلك بعد ساعات من انتهاء اجتماع ليلي جمعه بالرئيس بصيرو ديوماي فاي، دام عدة ساعات بالقصر الرئاسي في داكار.
وبحسب الإعلام السنغالي، يعد استئناف الوزير الأول لعمله مؤشراً على تضييق هوة الخلاف مع الرئيس، ونقلت مصادر في الرئاسة على اطلاع بفحوى الاجتماع، أن الرئيس ووزيره الأول، ناقشا باستفاضة ملفات من شأنها أن تطيل عمر التحالف بينهما، وتوحد داعميهما خلف مشروعهما لقيادة السنغال.
وأكدت المصادر السنغالية، أن الاجتماع بحث بشكل خاص الرهانات الاستراتيجية لمشروع باستيف (حزب سونغو) وائتلاف "ديوماي رئيسا" (يضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات دعمت الرئيس خلال الحملة الرئاسية).
تشير المعلومات المتداولة في الإعلام السنغالي، إلى أن اللقاء المطول الذي جمع الرئيس بصيرو ديوماي فاي، بالوزير الأول عثمان سونغو مساء الاثنين، تظهر نتائجه بأنه لم يكن مجرد نقاش إداري يتعلق بقطع رئيس الحكومة لإجازته، بل يمثل محطة سياسية لاحتواء توترات داخل التحالف الحاكم، وتثبيت آليات تقاسم النفوذ داخل هرم السلطة في السنغال.
ويؤكد محللون أن الاجتماعات غير المعلنة بين الرجلين تكشف عن رغبة مشتركة في تجديد التفاهمات التي أسست الشراكة بينهما، خصوصًا أن الحكومة الحالية تحمل توقعات اجتماعية عالية، وتحتاج إلى خطاب موحد يُطمئن الرأي العام ويمنع أي شرخ قد تستفيد منه قوى المعارضة.
ورغم الجهود التي يبذلها الرئيس بصيرو ديوماي فايي ووزيره الأول عثمان سونكو لإظهار نفسيهما كرفاق يقودان السنغال إلى الأمام، فإنّ مؤشرات الخلاف داخل أعلى هرم السلطة باتت أوضح من أن تُخفى.
ويقول الصحفي المتابع للشأن السنغالي، أحمدُ محمد عبدالله، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "استئناف الوزير الأول عثمان سونغو لمهامه، بعد تعطل قصير وتوترات غير معلنة، يمكن قراءته بوصفه رسالة مفادها أن الشراكة داخل السلطة لا تزال قائمة، لكنها في طور إعادة الضبط لضمان تماسكها، في مرحلة تحتاج فيها البلاد إلى انسجام حكومي أكثر من حاجتها إلى صراع مواقع داخل السلطة".
وأضاف محمد عبدالله، أن الاجتماع الأخير حمل "ملامح التهدئة" وربما بدأت معه "المرحلة الثانية من التعايش في أعلى السلطة، وهو ما تفرضه طبيعة النظام السياسي السنغالي (نظام شبه رئاسي) يقوم على تقاسم السلطة بين الرئيس والوزير الأول، مما يحتم توازنًا دقيقًا خصوصًا حين ينتمي الطرفان لنفس الحزب، ولكن تختلف رؤيتهما أو أسلوبهما في إدارة الحكم، كما هو الحال اليوم بين فايي وسونغو".
منذ أسابيع، تتحدث وسائل الإعلام السنغالية عن توتر متصاعد بين الرئيس فايي ورئيس حكومته القوي عثمان سونغو، سواء على مستوى أسلوب إدارة الدولة أو اختيار الشخصيات التي ستتولى قيادة المرحلة التنفيذية.
وفي هذا السياق، استقبل الرئيس بصيرو الخليفة العام لـ«ليونا نياس»، الشيخ أحمد تيديان نياس، وهو ما اعتبره الإعلام السنغالي إدراكاً من المؤسسة الرئاسية لأهمية المرجعيات الروحية في امتصاص أي اهتزازات سياسية محتملة، فضلاً عن كون اللقاء، يعد مؤشراً على أن مسار الاستقرار في السنغال ما زال يعتمد على التوازن بين الشرعية الانتخابية والشرعية الدينية والاجتماعية.
ويقول أحمد محمد عبدالله في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن "لقاء الرئيس بالخليفة العام لا يمكن فصله عن الصراع الحالي مع وزيره الأول، وربما يكون يحمل وساطة بينهما كونه طالب قبل أسبوع بتوحدهما خدمة للسنغال، كما أن لقاء سونغو وفاي، يؤكد هذه الفرضية، فالزعامة الدينية في السنغال لها صوت مسموع، ورأي مقدر"، وفق تعبيره.
وخلص الصحفي المتابع للشأن السنغالي، إلى القول إنه "رغم نفي الطرفين المتكرر لأي خلاف، وحرصهما على الظهور كحليفين تجمعهما روح الزمالة النضالية، إلا أن الوقائع السياسية تسير في منحى يجعل نشوب أزمة داخل هرم السلطة في السنغال مسألة وقت أكثر منها احتمالًا قابلًا للتجنّب"، على حد وصفه.