ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
في خطاب ناري أمام عشرات الآلاف في داكار، هاجم رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو المعارضة بقيادة أنصار ماكي سال، واتهم القضاء بالانحياز للنخبة، محذرًا مِمَّن وصفهم بـ"الخونة" داخل حزبه "باستيف - PASTEF"، قائلًا إن "الشعب هو الحاكم الحقيقي"، في أكبر تجمع شعبي منذ توليه السلطة.
وعندما دعا سونكو إلى تنظيم "تيرا ميتينغ"، السبت الماضي، وهو حدث شهد حضورًا جماهيريًّا كثيفًا ومَهيبًا في ساحة ملعب ليوبولد-سدار-سنغور في داكار، فإن رئيس الوزراء قد حقق رهانه بجدارة، بعد أن تجمعت الحشود لإثبات أنه لا يزال الرجل الأكثر شعبية في البلاد، وهو الهدف الذي سعى إليه أوسمان، وفق تقرير نشرته مجلة "جون أفريك"، أمس الاثنين.
وتجمع آلاف من السنغاليين في هذا الحدث الاستثنائي، الذي يُعدّ الأكبر منذ تولي الثلاثي "باتشاكس" - عثمان سونكو، وأميناتا تال، وباسيرو دان إيديسي - السلطة في مارس الماضي.
ومع ذلك، لم يكن هذا التجمع مجرد عرض للقوة؛ بل كان فرصة لسونكو لإلقاء خطاب حاد، يستهدف فيه خصومه السياسيين، والقضاء، و"الخونة" داخل معسكره الخاص.
بدأ الخطاب بإعادة تأكيد الولاء للشعب السنغالي، الذي يُعتبر في نظر سونكو مصدر الشرعية الحقيقي، بقوله: "الشعب هو الذي يحكم، وليس الدولة أو المؤسسات". لكنه سرعان ما تحوّل إلى هجوم مباشر على المعارضة، التي وصفها بأنها "مجموعة من السياسيين الذين يعيشون على السلطة ويخافون الشعب"، على حد تعبيره.
ولم يتردد في ذكر أسماء، مثل: تيودور مونيديو، الذي يُعدّ أحد الوجوه البارزة في المعارضة، متهمًا إياه بمحاولة "استعادة السلطة المفقودة عبر التحالفات الخفية". أما القضاء، فقد كان الهدف الثاني الرئيسي لسونكو.
ففي خطاب يعكس تجاربه الشخصية مع التحقيقات القضائية السابقة، انتقد "القضاة الذين يعملون لصالح النخبة"، مشيرًا إلى أن "القضاء يجب أن يكون أداة للعدالة، لا للانتقام السياسي"، وفق قوله.
ويأتي هذا الهجوم في سياق توترات مستمرة بين الحكومة والقضاء، خاصة بعد قرارات قضائية حديثة أثارت جدلًا حول استقلاليتها.
ولم يغفل سونكو "الخونة" داخل صفوف حزبه، وقال بحدّة، محذّرًا من "التطهير الداخلي" للحفاظ على نقاء الحركة: "هناك من يتظاهر بالولاء لكنه يبيع السرّ للعدو"، على حد تعبيره.
وهذا التحذير، يعكس مخاوف من انقسامات داخلية، خاصة مع الضغوط الاقتصادية التي تواجهها الحكومة، مثل: ارتفاع أسعار الغذاء، والبطالة.
ورغم هذه الهجمات، تقول المجلة إن التجمع كان مليئًا بالأمل والحماسة، حيث غنّت الجماهير أغاني الثورة، ورفَعت لافتات تطالب بـ"سنغال جديدة".
أما بالنسبة لسونكو، الذي يُعتبر الرجل الثاني في الدولة خلف الرئيس باسيرو دان إيديسي، فيُعدّ هذا الحدث خطوة حاسمة لتعزيز موقعه قبل الانتخابات المحلية المقبلة، إلا أنه في بلد يعاني أزماتٍ، لن يكفيه الخطابات النارية لإعادة بناء الثقة، على حد قول المجلة.