حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم

ترامب يعفي موسكو ويعاقب كييف.. إشارات تتجاوز الاقتصاد

ترامب يعفي موسكو ويعاقب كييف.. إشارات تتجاوز الاقتصاد
ترامب وبوتين في لقاء سابقالمصدر: رويترز
04 أبريل 2025، 12:29 م

رأى خبراء أن إعفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، روسيا من الرسوم الجمركية بينما فرضها على أوكرانيا بنسبة 10% ودول أخرى بمثابة إشارات دبلوماسية مهمة تتجاوز الأبعاد الاقتصادية المباشرة.

وقال الخبراء إن ذلك "يعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقات الدولية للولايات المتحدة، ويحمل دلالات سياسية واضحة، إذ يعكس اعترافًا ضمنيًا بمكانة روسيا كقوة عظمى، في مقابل تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا".

ورأى مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم إدراج روسيا ضمن قائمة الدول التي ستُفرض عليها رسوم جمركية كبيرة، يحمل دلالات استراتيجية واضحة تعبّر عن رؤية مختلفة لطبيعة العلاقات الدولية.

وأشار بريجع لـ"إرم نيوز"، إلى أن إعادة تموضع الولايات المتحدة في النظام العالمي بعيدًا عن الالتزامات الأيديولوجية التقليدية التي حكمت السياسة الأمريكية منذ الحرب الباردة.

أخبار ذات علاقة

دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين

الكرملين يقدم وصفة لمواجهة تداعيات "رسوم ترامب"

 
وأضاف أن "هذا القرار يُعبّر عن اعتراف ضمني بمكانة روسيا كقوة عظمى لا يمكن تجاهلها أو التعامل معها بمنطق العقوبات الجماعية والضغط الأعمى".

كما أنه "يدل أيضًا على إدراك الإدارة الأمريكية لحدود التأثير الغربي في الفضاء السوفيتي السابق ولأهمية التوازن مع روسيا في ملفات حساسة، من بينها الأمن الأوروبي، والطاقة، والاستقرار الاستراتيجي العالمي".

وتابع: "فرض رسوم على أوكرانيا في هذا السياق لم يكن إجراءً اقتصاديًا معزولًا، بل رسالة سياسية واضحة، بأن الولايات المتحدة لا ترى في أوكرانيا شريكًا اقتصاديًا ذا وزن ثقيل، كما أنها ليست مستعدة لدفع كلفة سياسية واقتصادية باهظة مقابل الدفاع عنها".

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الصيني والأمريكي في لقاء سابق

الصين ترفع شكوى لـ "التجارة العالمية" ضد رسوم ترامب

 

فرص تعاون مستقبلية

وأوضح بريجع، أن هذا التوجه يُضعف موقع أوكرانيا التفاوضي ويكشف أن الدعم الأمريكي لها قد يكون مشروطًا ومحدودًا، بعيدًا عن الخطابات العاطفية والتضامن الإعلامي.

أما فيما يخص روسيا، فقد أوضح المحلل أن "استثناءها من هذه الرسوم، رغم خضوعها لعقوبات من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي، يمكن فهمه على أنه محاولة من إدارة ترامب لإبقاء الباب مفتوحًا أمام التعاون، بل وربما التقارب في بعض الملفات".

وأردف أن "سياسة ترامب تجاه روسيا اتسمت بالبراغماتية السياسية التي لا ترى في موسكو عدوًا أبديًا، بل شريكًا محتملًا في صياغة نظام عالمي متعدد الأقطاب، على عكس النهج التصادمي الذي ساد في الإدارات السابقة".

بداية لتحول اقتصادي

من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، محسن السلاموني، إن عدم فرض إدارة ترامب رسومًا جمركية على روسيا يعكس وجود عمليات تجارية سرية بين موسكو وواشنطن، تهدف إلى الاستحواذ على الأحجار والمعادن الثمينة بالتعاون مع الجانب الروسي.

وأشار السلاموني، لـ"إرم نيوز"،إلى أن هناك علاقات قد تكون شخصية وقوية بين الرئيس ترامب والرئيس الروسي بوتين منذ سنوات. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

"العصر الذهبي".. هل تحقق الرسوم الجمركية وعود ترامب؟

 

ولفت إلى أن روسيا لا تمثل حجمًا تجاريًا كبيرًا مع الولايات المتحدة مقارنة بالصين وأوروبا، ففي عام 2019 كانت روسيا تصنف في المرتبة 26 من حيث حجم التبادل التجاري مع أمريكا.

وأكد أن "السياسات الأمريكية بقيادة ترامب تميل إلى التعاطف، خاصة بعد مساعدة روسيا له في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأن فرضها للرسوم خاصة على قطاع الطاقة، قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير ويؤثر سلبًا على أسواق المال".

وأوضح السلاموني، أن "روسيا قد تصبح شريكًا اقتصاديًا مهمًا لإدارة ترامب في حال عودة العلاقات السياسية إلى طبيعتها ورفع العقوبات المفروضة عليها".

وبين أن صندوق الثروة السيادي الروسي عرض على الولايات المتحدة إمكانية الاستثمار في المعادن النادرة.

وتابع: «هذه الخطوة قد تمهد لعودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتقاسم النفوذ الاقتصادي والسياسي بين واشنطن وموسكو، خاصةً أنها قد تُعد بادرة حسن نية من الولايات المتحدة تمهيدًا لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا".

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC