أجمع خبراء، على أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا تقود إلى تحقيق ما وعد به في حملته الانتخابية بتحقيق "العصر الذهبي" للولايات المتحدة.
وتوقعوا أن "الرسوم الجمركية المفروضة، سيتحملها المواطن الأمريكي بشكل مباشر، وهذا عكس المتطلبات التي تقود إلى النمو الاقتصادي".
وفقدت سوق الأسهم الأمريكية ما يقارب تريليوني دولار مع افتتاح جلسة التداول الخميس، وفقا لحسابات "بلومبرغ"، وسط مخاوف من تعرض الاقتصاد الأمريكي إلى حالة من الركود بسبب الرسوم التي أعلنها ترامب.
واستبعد النائب التنفيذي لرئيس جامعة "سانت فينيست" الأمريكية والخبير في السياسات الأمريكية عابد الكشك، أن "يحقق ترامب من خلال قرارات فرض الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات القادمة إلى بلاده، ما وعد به من عصر ذهبي للولايات المتحدة خلال فترة حكمه.
وقال الكشك لـ"إرم نيوز"، إن "تأثير قرارات ترامب الأخيرة الخاصة بالتعريفات الجمركية يتم وصفها في الأوساط الأمريكية بغير المنضبطة، في ظل ظنه بتحقيق أهداف منها جذب الصناعات إلى الداخل لزيادة حجم العمالة الأمريكية بالداخل، وهذا إذا تحقق عبر هذه السياسات، سيكون على المدى البعيد وليس القصير".
وأشار إلى أن "التوقعات الاقتصادية أكدت أن الرسوم الجمركية سيدفعها المواطن الأمريكي في زيادة الأسعار وهو ما انعكس بالفعل على بعض السلع".
ورأى الكشك، أن "أي نمو اقتصادي لا يكون بزيادة التعريفة الجمركية ولكن بتقليل الضرائب على المواطنين، وسط توقعات بأن يتسبب ذلك في ركود اقتصادي بالولايات المتحدة على المدى القريب في حال استمرار القرار".
ويتفق مع هذا التوجه، الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية محمد بايرام، بالقول إن "هذه الرسوم لن تؤدي بأي حال لتحقيق ما وعد به ترامب الأمريكيين من عصر ذهبي، لأنه سيسهم في تصعيد التوترات التجارية وإعادة تشكيل سلاسل التوريد".
وقال بايرام لـ"إرم نيوز"، إن "الصين ستستمر في الصعود كقوة اقتصادية عالمية، بالتزامن مع بقاء الاتحاد الأوروبي في البحث عن بدائل، وهي أمور ستنعكس بالسلب على المواطن الأمريكي".
وأضاف أن "هذه الإجراءات ستأتي بمواجهات بين أمريكا والعديد من الدول لاسيما بسبب الإضرار بالسياسات الحمائية في مجال قطاع السيارات وقطع التبريد وغيرها، ما سيجعل كل الارتدادات تقع على عاتق المواطن الأمريكي".
وتوقع بايرام، أن "تواجه الشركات الأمريكية التي تعتمد على الواردات من الصين ودول الاتحاد الأوروبي، ارتفاعا في التكاليف ما سينعكس على المستهلك الأمريكي فضلا عن المزارع الأمريكية التي تخرج منها منتجات يتم تصديرها إلى الصين التي سترد بالمثل".
ورأى أن "الاتحاد الأوروبي أيضا لن يقف صامتا في ظل ردود فعل ستكون حادة تخص فرض ضريبة على الخدمات الرقمية الأمريكية".
