حذّر خبراء بريطانيون من أن البلاد معرّضة لـ "تخريب" روسي من تحت الماء، معتبرين أن خطوط أنابيب الغاز الحيوية والكهرباء وكابلات البيانات هي "الخاصرة الرخوة للأمن الوطني".
وجاء التحذير الصارخ من خبراء الدفاع والطاقة، قبيل المراجعة الإستراتيجية الدفاعية الكبرى لبريطانيا، والمتوقعة الأسبوع المقبل، وفق ما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأعلنت الحكومة البريطانية، التي تزيد إنفاقها الدفاعي، الشهر الماضي، أنها ستعالج التهديد الذي تتعرض له خطوط الأنابيب والبنية التحتية الأخرى تحت سطح البحر كجزء من مراجعتها، المتوقعة يوم الإثنين.
يأتي ذلك وسط تصاعد التوترات مع روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، وفي وقت تتأهب فيه أوروبا بالفعل لسلسلة من حوادث التخريب المحتملة التي تؤثر على الكابلات وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر.
لكن خبراء المملكة المتحدة، بمن فيهم مسؤولون حكوميون كبار سابقون، يعتقدون أن هناك استخفافاً بالمخاطر.
وقال غرانت شابس، الذي شغل منصبي وزير الطاقة والدفاع في الحكومة البريطانية السابقة، من 2022 إلى 2024، إن "التهاون" بشأن المشكلة "مقلق حقاً".
وأضاف شابس: "بنيتنا التحتية تحت سطح البحر تُمثل عبئاً ثقيلاً على الأمن البريطاني، ولا يُبذل جهد كافٍ".
وبينما انصبّ التركيز السياسي للمملكة المتحدة وحلفائها، بشكل كبير على كابلات البيانات، حذّر خبراء الأمن والطاقة من أن أكبر المخاطر قد تأتي من هجوم على خط أنابيب غاز، مثل الهجوم الغامض الذي شُنّ عام 2022 على خط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق.
وتعتمد المملكة المتحدة على الغاز أكثر من معظم دول مجموعة السبع لتدفئة المنازل وتوفير الكهرباء، وتُلبّي أكثر من نصف الطلب من خلال الواردات، خاصة من النرويج، إذ تأتي معظم الواردات النرويجية عبر خط أنابيب واحد، وهو لانغليد الذي بُني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولا يزال أحد شرايين الطاقة الحيوية في البلاد.
وفي حين أن احتمالات وقوع هجوم "ضئيلة جداً"، فإن التأثير سيكون "كارثياً"، كما قال جاك ريتشاردسون، الذي كان مستشاراً لوزيرة الطاقة السابقة كلير كوتينيو في حكومة المحافظين الأخيرة.
وقال ريتشاردسون: "لا توجد طريقة أخرى لوصف الأمر. إذا تم القضاء على لانغليد، سنكون في ورطة كبيرة كدولة".
فيما رأى سيدهارث كوشال، الباحث البارز في القوة البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن روسيا في عهد بوتين "استثمرت موارد كبيرة في قدرات يمكن استخدامها لتخريب البنية التحتية الوطنية الحيوية" وفق تعبيره.
وتابع أن أي هجوم علني على البنية التحتية للمملكة المتحدة يُعدّ عملاً حربياً، ما يعني أن أي محاولة من هذا القبيل من جانب روسيا ستكون، على الأرجح، سرية.
وأضاف أنه ينبغي على الحكومة أن تكون على دراية بالمخاطر التي قد تتكشف "منذ اليوم الأول" لأي صراع محتمل أو "في مرحلة الانتقال من أزمة إلى صراع"، إذا سعت روسيا إلى شلّ إمدادات الطاقة البريطانية حتى قبل بدء الأعمال العدائية.
ستعتمد قدرة المملكة المتحدة على الصمود في وجه أي هجوم إلى حد كبير على مسائل أوسع نطاقاً تتعلق بالعرض والطلب، بما في ذلك ما إذا كانت البلاد تشهد موجة برد، وكمية الغاز المخزنة، وما إذا كان من الممكن شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال (LNG)/ وهو غاز فائق التبريد يُمكن تداوله حول العالم عبر ناقلات النفط - في السوق الدولية.
وقال بيل: "يكمن الخطر الكبير في فقدان لانغليد وتوقف الولايات المتحدة عن إرسال شحنات الغاز الطبيعي المسال، وهو أمر وارد للغاية". وأضاف "ربما نستطيع تحمل أحدهما، ولكن ليس كليهما دون تقنين" وفق تعبيره.