الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
دخلت الغواصات الأمريكية على خط الرسائل الإستراتيجية بين واشنطن وموسكو، بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمركز وحدات نووية في مواقع مناسبة، رداً على تهديدات حليف بوتين ونائب الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، الذي لوّح بقدرات روسيا النووية.
وبحسب تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، فإن هذا المشهد يعيد أجواء الحرب الباردة لكن بأدوات القرن الحادي والعشرين.
وقال التقرير إن الخطوة الأمريكية أثارت سيلاً من التساؤلات حول طبيعة هذه الغواصات، وأهداف تحريكها، والرسائل الخفية وراءها.
غموض ترامب
لم يكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طبيعة هذه الغواصات وسبب تحركها، مكتفيا بالقول إنها نووية، رغم أن جميع غواصات الأسطول الأمريكي تعمل بالطاقة النووية.
وبحسب مركز الدراسات الإستراتيجية، فإن 14 غواصة أمريكية فقط تحمل رؤوسا نووية، إلا أن الخبراء يرجحون بأن الغواصات التي دفع بها ترامب غير مسلحة نوويًا، ولكنها مصممة لمطاردة القطع البحرية المعادية، خاصة الغواصات الروسية.
رسالة بلا تصعيد
يشير تحليل مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إلى أن إعادة التموضع تمت في غضون 48 ساعة، ما يعني أن الغواصات كانت أصلا في نطاق العمليات، وربما اقتربت من مناطق حساسة مثل البحر النرويجي قرب قواعد مورمانسك الروسية، أو قبالة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى.
هذا التحرك يمنح واشنطن أداة ضغط دبلوماسية دون المساس بالتوازن النووي أو المخاطرة بالتصعيد المباشر.
وتحريك وحدات قادرة على حمل السلاح النووي لأغراض الإشارة السياسية ليس جديدا، لكن الغواصات تظل ورقة نادرة الاستخدام بسبب طبيعتها السرية.
ولجأت إدارة بايدن إلى إرسال غواصة نووية صاروخية إلى كوريا الجنوبية لطمأنة سيول، فيما اعتمدت الإدارات الأمريكية السابقة على القاذفات الإستراتيجية أو حاملات الطائرات لإظهار الحضور العسكري.
البعد التفاوضي
ويأتي التحرك الأمريكي في مرحلة حساسة، إذ ترفض موسكو تقديم تنازلات بالملف الأوكراني لإنهاء الحرب، وهو ما دفع ترامب للبحث عن أوراق ضغط جديدة كان من بينها تحريك الغواصات.
وأرفق ترامب التحرك العسكري بالتحرك الدبلوماسي، إذ جاء ذلك بالتزامن مع زيارة قام بها مبعوثه ستيف ويتكوف إلى موسكو، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووصف ترامب اللقاء بالمثمر، مؤكداً عزمه على الاجتماع ببوتين قريباً، دون اشتراط أن يجتمع الأخير مع نظيره الأوكراني فلادومير زيلينسكي.
وخلُص تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إلى أن تحريك الغواصات قد يكون رسالة مزدوجة؛ تتضمن تحذيراً لموسكو من التمادي في خطابها النووي، وتذكيراً بقدرة واشنطن على العمل في الظل.
من جهتها تجنبت موسكو باستثناء ميدفيديف، الرد بلهجة حادة، ما يترك الباب مفتوحاً أمام تلاشي هذه الأزمة الصغيرة مع استئناف قنوات التفاوض.