"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
ترى صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعول على القمة المرتقبة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ويرى في اللقاء فرصة استراتيجية لإعادة صياغة شروط التفاوض، وتحقيق مكاسب تتجاوز الميدان.
وقالت الصحيفة، نقلا عن محللين ومطلعين على تفكير الكرملين، إن بوتين لا ينظر إلى الاجتماع المرتقب على أنه مجرد مناسبة دبلوماسية، بل يعتبره أداة لتحقيق أهداف طويلة الأمد، أبرزها، منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وتقليص النفوذ الغربي العسكري في الجوار الروسي، وتسهيل ظهور حكومة أوكرانية أكثر قربًا من موسكو.
وذكرت الصحيفة أن الكرملين يرى في ترامب وسيطا محتملا يمكن التعويل عليه لإطلاق مسار تفاوضي جديد.
ونقلت عن المحلل السياسي الروسي سيرغي ماركوف قوله إن بوتين يعتبر ترامب "ورقة ضرورية لتحقيق الشروط الروسية"، رغم أن موسكو لا تزال تحافظ على تواصل نشط مع واشنطن دون نتائج ملموسة حتى الآن.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن بوتين سبق وأعلن في يناير/ كانون الأول عن رغبته بلقاء ترامب، داعيا إلى التباحث "بهدوء، انطلاقا من الواقع الراهن".
كما أفادت بأن الكرملين أعلن، يوم الخميس، أن اللقاء بين بوتين وترامب سيعقد خلال الأيام المقبلة، دون تحديد موعد دقيق، وذلك عقب اجتماع بوتين بمبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، في موسكو.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة إن ترامب أبلغ زعماء أوروبيين بنيته عقد قمة ثلاثية تشمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غير أن موسكو أبدت تحفظا على المقترح.
وقال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، إن الفكرة طرحت "بشكل عابر" من الجانب الأمريكي، لكنها لم تناقش بجدية.
وذكرت الصحيفة أن بوتين أبدى لاحقا عدم معارضته لقاء زيلينسكي، مشترطا "ظروفًا معينة" لعقد القمة، في حين أكد زيلينسكي، في بيان عبر منصة "إكس"، أن بلاده "لا تخشى الاجتماعات وتتوقع شجاعة مماثلة من الطرف الروسي".
وأضافت "نيويورك تايمز" أن إدارة ترامب كانت قد ترددت في الموافقة على القمة مع بوتين، بانتظار إشارات جدية من موسكو بشأن وقف إطلاق النار.
وأثار قرار الموافقة على القمة تساؤلات حول ما إذا كان بوتين قدّم تنازلات خلال لقائه مع ويتكوف.
وأفادت الصحيفة بأن بوتين بعث "بإشارات معينة" دون الكشف عن مضمونها، ما دفع بعض المحللين للاعتقاد بأن موسكو قد تُبدي مرونة بشأن وضع المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت ضمها في 2022، رغم أن أجزاء كبيرة منها لا تزال تحت سيطرة كييف.
كما نقلت عن تاتيانا ستانوفايا، الزميلة في مركز كارنيغي لأوراسيا، أن الأولوية القصوى لبوتين تبقى في ضمان عدم انضمام أوكرانيا للناتو، ومنع الوجود العسكري الغربي على أراضيها، معتبرة أن المطالب الأخرى قد تكون قابلة للتفاوض.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو لم ترسم رسميا حدود المناطق التي ضمتها، ما قد يفتح الباب أمام تبادل أراضٍ. وبيّنت بيانات “ديب ستيت” أن روسيا تسيطر حاليًا على 1719 كيلومترا مربعا من مناطق خاركيف وسومي، ما قد يجعلها موضع نقاش في أي تسوية.
وأكدت الصحيفة أن بوتين لا يبدو مستعدا للتخلي عن أهدافه، بل يرى في التفاوض بحد ذاته "تنازلا تكتيكيا".
ويرى فيودور فويتولوفسكي، مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو، أن روسيا قادرة على مواصلة الحرب لأشهر قادمة، لكنه وصف خيار التفاوض بأنه "تنازل استراتيجي محسوب".