أعلنت بريطانيا أنها خصّصت أكثر من مليار جنيه إسترليني، ما يعادل نحو (1.34 مليار دولار) لتعزيز أمنها السيبراني وشن عمليات هجومية لاستهداف دول معادية مثل روسيا.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي: "نتعرض لهجمات متزايدة يوميًّا لقد أصبحت لوحة المفاتيح سلاح حرب"، وفقًا لِما نشرته صحيفة "ذا تلغراف".
وستُجرى العمليات الهجومية من خلال قيادة إلكترونية وكهرومغناطيسية جديدة تشرف أيضًا على استثمار بقيمة مليار جنيه إسترليني في أنظمة استهداف مطورة باستخدام "شبكة قتل" للذكاء الاصطناعي تربط الأنظمة العسكرية.
وأوضح هيلي أن وحدة القيادة التي سيتم تضمينها لمعايير جديدة ضمن مراجعة استراتيجية الدفاع الحكومية ستنشر يوم الاثنين.
عندما سُئل ما إذا كانت وزارة الدفاع تُعزز قدرتها على مهاجمة دول معادية، مثل روسيا والصين؟، أجاب هيلي: "نعم. قيادة الأمن السيبراني وضعت معايير جديدة، ومنحت صلاحيات دفاعية وهجومية جديدة".
وتمثل تصريحات هيلي رغبة بريطانية في تنفيذ عمليات اختراق هجومية، بالإضافة إلى الدفاع عن مصالحها ضد الهجمات السيبرانية الأجنبية.
وقال هيلي: "بريطانيا أدركت أن الحرب في أوكرانيا أثبتت أن الذين سينتصرون هم ليسوا فقط أولئك المجهزين والمدربين بشكل أفضل، ولكن أيضًا أولئك الأكثر ارتباطًا والقادرين على الابتكار قبل الخصوم (...) هذا ما ستسمح لنا قيادتنا السيبرانية الجديدة بفعله".
على مدى السنوات الخمس الماضية، أجرت القوة السيبرانية الوطنية عمليات اختراق نيابة عن الجيش، كجزء من مشروع مشترك وستقوم الآن بتنسيق القدرات السيبرانية الهجومية مع القيادة السيبرانية والكهرومغناطيسية الجديدة، التي ستقاتل الأعداء على شبكة الإنترنت وتقود العمليات الدفاعية.
وتحاط القدرات الهجومية السيبرانية البريطانية بسرية تامة ومع ذلك تراوحت إجراءات دول المعادية لبريطانيا بين التجسس على المسؤولين وتثبيت برمجيات تُعطّل الآلات الصناعية.
يُعتقد أن الدول المعادية، بما في ذلك روسيا والصين، وكذلك إيران وكوريا الشمالية، لديها قراصنة يعملون في مجال التجسس بهدف اختراق المعلومات الحساسة عبر الإنترنت، أو الانخراط في هجمات الفدية عبر الإنترنت.
خلال العامين الماضيين، تعرضت وزارة الدفاع إلى 90 ألف هجوم إلكتروني وهو ضعف العدد في عام 2023 - من دول معادية بما في ذلك روسيا والصين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر تقرير صادر عن لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم من أن أنظمة الحاسوب الحكومية أصبحت متهالكة وأن الحكومة تفتقر إلى الخبراءمن أصحاب الاختصاص.
ووجدت الدراسة أن أكثر من ربع أنظمة تكنولوجيا المعلومات في القطاع العام تستخدم تكنولوجيا قديمة معرضة للخطر؛ ما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين التهديد السيبراني وقدرة الحكومة.
ويأتي ذلك بعد أن تعرضت عدد من تجار التجزئة في المملكة المتحدة لهجمات إلكترونية، بما في ذلك ماركس آند سبنسر، وهارودز، وكوب.
وكجزء من القيادة العسكرية الجديدة، سيتم استثمار أكثر من مليار جنيه إسترليني في شبكة استهداف رقمية ستدخل حيز التنفيذ بحلول عام 2027. سيعمل النظام - المعروف شعبيًّا باسم "شبكة القتل" - باستخدام الذكاء الاصطناعي وبرامج جديدة لربط أنظمة الأسلحة العسكرية بشكل أفضل عبر القوات الثلاث؛ ما يتيح اتخاذ قرارات أسرع في ساحة المعركة.
