logo
العالم

نفوذ واقتصاد.. إيران تتجه إلى أفريقيا لتعويض خسائر حرب الـ 12 يوماً

نفوذ واقتصاد.. إيران تتجه إلى أفريقيا لتعويض خسائر حرب الـ 12 يوماً
متظاهرون يلوحون بالأعلام الإيرانية أثناء تجمعهم أمام القن...المصدر: منصة إكس
18 أغسطس 2025، 5:50 م

تنظر إيران بشكل متزايد إلى أفريقيا، وهي موطن 1.5 مليار نسمة، باعتبارها قارة غير مستغلة إلى حد كبير حيث يمكنها ممارسة نفوذها وبناء الشراكات، والتعويض عن الضغوط من خصومها الغربيين.

وشهدت الآونة الأخيرة تصاعداً في وتيرة الاجتماعات الإيرانية الأفريقية، التي كانت مليئة بالرمزية بدلاً من الاتفاقات الملموسة، وفق تقرير لموقع "المونيتور"، إلا أنها قدمت لمحة عن اتجاه جديد تسلكه السياسة الخارجية لطهران، وهي تعميق العلاقات مع دول القارة السمراء، في وقت من المواجهة المتزايدة مع إسرائيل والعزلة المتزايدة عن الغرب.

أخبار ذات علاقة

حرب الاستنزاف تهدد إسرائيل !!

بعد أسبوع من المواجهة.. هل تجر إيران إسرائيل إلى حرب استنزاف؟ (فيديو إرم)

 ولا يقتصر تواصل إيران مع أفريقيا بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل على المظهر بقدر ما يرتكز على النتائج، باستضافة قائد القوات المسلحة في جنوب أفريقيا، صاغت طهران اتفاقيات محدودة ومبادرات رمزية على أنها انتصارات استراتيجية وخطوات نحو تحالفات جديدة في ظل عزلة دبلوماسية.

عندما زار قائد قوات الدفاع الوطني في جنوب أفريقيا، الجنرال رودزاني مافوانيا، طهران مؤخراً، أشادت وسائل الإعلام الإيرانية بالاجتماعات باعتبارها دليلاً على أن البلاد تعمل على تنمية حلفاء جدد في نضالها ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

وأجرى القائد الجنوب أفريقي محادثات مع كبار القادة الإيرانيين، بمن فيهم رئيس أركان القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية اللواء عبد الرحيم موسوي ووزير الدفاع العميد عزيز ناصر زاده، وقدم تعبيرات شاملة عن التضامن.

أخبار ذات علاقة

موعد الهجوم الإيراني ضد إسرائيل

"اقتربت ساعة الحسم".. متى ستهاجم إيران إسرائيل؟

 ولطالما اتسمت علاقات إيران مع الدول الأفريقية بالطابع الثقافي والديني، إضافة إلى الدبلوماسية الاقتصادية المحدودة، إلا أن طموحاتها آخذة في التنامي، فمع استمرار العقوبات الغربية وقرب انتهاء مهلة إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، تتطلع طهران إلى أفريقيا كساحة معركة دبلوماسية وفرصة اقتصادية قيّمة.

وتُعدّ جنوب أفريقيا شريكاً جذاباً للغاية، فالدور التاريخي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، كقائد في النضال ضد نظام الفصل العنصري، يتوافق مع خطاب إيران ودعايتها للمقاومة ضد "الاستعمار" و"الإمبريالية".

منافسة وعقبات

ليست إيران القوة الوحيدة المتنافسة على الشراكات الإفريقية، فهناك تواصل روسيا والصين وتركيا الاستثمار في الدول الأفريقية واستكشاف الفرص المتاحة فيها من خلال مشاريع البنية التحتية والتعاون الأمني ومبيعات الأسلحة.

كما تواجه مناورة إيران في أفريقيا عقبات، إذ أبدت حكومة جنوب أفريقيا نفسها عدم ارتياحها لخطاب الجنرال مافوانيا في طهران. وذكرت وسائل إعلام محلية أن المسؤولين في بريتوريا اعتبروا إداناته لإسرائيل وتأييده لإيران تجاوزًا لصلاحياته ودوره. 

وشرعت الحكومة في جنوب أفريقيا في النأي بنفسها عن تعليقات مافوانيا يوم الأربعاء، قائلة إن السياسة الخارجية هي "وظيفة الرئاسة".

وقالت إدارة العلاقات الدولية والتعاون في بيان لها: "إن التصريحات المنسوبة إلى الجنرال مافوانيا لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة في السياسة الخارجية".

ويسلط هذا الاحتكاك الضوء على القيود التي تحد من استعداد جنوب أفريقيا للتوافق مع أجندة طهران، خاصة وأنها تتطلع إلى إعادة التفاوض على شروط التجارة مع واشنطن.

علاوة على ذلك، تتبنى الدول الأفريقية نهجاً براغماتياً، فكثير منها حريص على جذب الاستثمارات الصينية، وشراكات أمنية مع روسيا، ودعم التنمية من القوى الغربية. وقد يُعرّض التقارب المفرط مع إيران هذه العلاقات للخطر، لذا، قد تُرحّب بمبادرات طهران خطابياً، لكنها قد لا تُترجم إلى شراكات جادة على مستوى رفيع.

كما ستظل سياسة إيران تجاه أفريقيا مقيدة بالموارد والجغرافيا والمنافسة، فطهران تفتقر إلى الموارد المالية الهائلة التي تمتلكها الصين، والجهاز الأمني الروسي الواسع، لذا، ستعتمد جاذبيتها على الأيديولوجية، والتقنيات العسكرية الأقل تكلفة، والشراكات الانتقائية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC