logo
العالم

اختراق روسي لأجواء بولندا ورومانيا.. هل يُفعّل الناتو "المادة الخامسة"؟

شعار حلف الناتوالمصدر: رويترز

أعاد اختراق طائرات مسيرة روسية لأجواء بولندا ورومانيا، الدولتين العضوتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الجدل بشأن قدرة الحلف على الالتزام بمبدأ الدفاع المشترك وتفعيل المادة الخامسة من ميثاقه، وهي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو يُعد اعتداءً على الحلف بأكمله.

ويرى خبراء أن الناتو يمر بحالة من التردد الإستراتيجي أضعفت من صورته كتحالف قادر على حماية أعضائه، في وقت تسعى فيه موسكو إلى اختبار خطوطه الحمراء عبر مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا وخطوات استفزازية على حدود أوروبا الشرقية.

في المقابل، يكشف الموقف داخل الناتو عن انقسام واضح؛ خاصة أن هناك أصواتاً مؤثرة تطالب بالرد العسكري الحاسم لردع موسكو، إلا أن أطرافاً أخرى ترى أن الحادثة لا ترقى إلى مستوى التهديد الجاد، خاصة في ظل غياب خسائر بشرية أو مادية.

أما الولايات المتحدة التي تقود الحلف، فتميل إلى التهدئة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، وتدفع نحو مسار تفاوضي لتجنب انزلاق القارة الأوروبية إلى صراع مفتوح يهدد استقرارها الاقتصادي والأمني. 

وبين ضغوط الداخل ومخاطر الخارج، يبقى السؤال الأبرز: هل يملك الناتو الجرأة لتفعيل المادة الخامسة إذا تكررت الاستفزازات الروسية؟

وفي هذا السياق، أكد إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، أن حلف شمال الأطلسي لم يعد بالصلابة التي عُرف بها، بل تحول إلى ما وصفه بـ"التحالف الخجول"، خاصة وأن المناورات الروسية – البيلاروسية التي تشمل أراضي كالينينغراد كانت بمنزلة اختبار مباشر لمدى جدية الحلف في الدفاع عن أعضائه.

وأشار يواس لـ"إرم نيوز"، إلى أن أي محاولة روسية للاستيلاء على أراضٍ ليتوانية ستضع الناتو أمام خيار تفعيل المادة الخامسة من ميثاقه، لكن حتى في هذا السيناريو، لا يتوقع استجابة كاملة من الحلف. 

وقال إن حالة التردد الإستراتيجي التي يعيشها الناتو قد تشجع خصومه على اختبار خطوطه الحمراء، مما يفتح الباب أمام موسكو لتعزيز نفوذها في مناطق التماس، ويضعف من صورة الحلف كضامن لأمن أعضائه.

من جانبه، اعتبر الدكتور ياسين رواشدي، الأكاديمي والدبلوماسي المتخصص في شؤون أوروبا الشرقية، أن التوتر بين روسيا وحلف الناتو يتفاقم بشكل خطير، خاصة بعد اختراق عشر طائرات مسيرة روسية للأجواء البولندية، وهو ما وصفه بـ"الاستفزاز المباشر" لدولة عضو في الحلف.

أخبار ذات علاقة

بولندا تنشر مقاتلات حليفة بعد غارات روسية قرب حدودها

بعد تعهد أمريكا بحماية "أوروبا" وتحشيد "الناتو".. هل وصلت الرسالة لروسيا؟

وأوضح رواشدي أن هذا الخرق يمثل خطا أحمر، وأن هناك تيارا داخل الناتو  خاصة من العسكريين المتقاعدين يطالب برد عسكري صارم لردع موسكو. وفي المقابل، هناك أصوات أخرى، خاصة من دول ترتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا مثل المجر وتركيا وسلوفاكيا، ترى أن الحادثة لم تسفر عن خسائر ملموسة ولا تستدعي التصعيد أو تفعيل المادة الخامسة.

وأضاف رواشدي أن التهديدات النووية الروسية، وتصريحات شخصيات مثل ديميتري ميدفيديف، تثير قلقاً واسعاً في أوروبا، خاصة لدى دول إسكندنافية تخشى توسع رقعة الصراع، وأما الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، فتميل إلى التهدئة، وتسعى إلى دفع الأطراف نحو طاولة المفاوضات لتفادي انهيار الاستقرار الأوروبي.

وأشار الأكاديمي إلى أن التوتر ما زال تحت السيطرة، لكن استمرار الانقسام داخل الناتو بين دعاة الردع وأنصار التهدئة يهدد بإضعاف قدرته على مواجهة روسيا بقرار موحد.

أخبار ذات علاقة

تدريبات عسكرية رومانية بمساعدة أمريكية

الخروقات الروسية في بولندا ورومانيا.. أخطاء أم تكتيكات سياسية؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC