logo
العالم

خطة احتياط على الطراز الإسرائيلي.. كيف تستعد بولندا للحرب مع روسيا؟

مجندون بولنديونالمصدر: بوليتيكو

أطلقت بولندا خطة احتياطية عسكرية مستوحاة من النموذج الإسرائيلي، تهدف إلى تدريب 500 ألف مواطن ليكونوا جاهزين للدفاع عن البلاد، وسط تزايد مؤشرات الحرب مع روسيا.

وتأجّجت الأجواء بين وارسو وموسكو الأسبوع الماضي، بعد اختراق نحو 20 طائرة روسية مسيّرة للمجال الجوي البولندي، ما يُعد أول عمل "هجومي" ضد دولة عضو في حلف شمال الأطلسي منذ تأسيسه.

وأعلن رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، عن البرنامج مؤخرًا، مؤكدًا أمام البرلمان أن "كل رجل بالغ في بولندا يجب أن يكون مستعدًا للحرب"، مع التركيز على بناء احتياطي قوي يدعم الجيش الفعلي. 

ووفق تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال"، يستهدف البرنامج إنشاء قوة احتياطية مدربة تضم 500 ألف جندي، لتعزيز القدرة على ردع أي هجوم روسي محتمل، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/ شباط 2022. 

وقال توسك إن الخطة ستكون جاهزة بنهاية العام، لمواجهة التهديدات المحتملة، فيما شهد البرنامج إقبالًا كبيرًا، حيث تطوع أكثر من 20 ألف بولندي حتى الآن، مقارنة بـ16 ألفًا في 2022. ويتوقع الجيش البولندي تدريب 40 ألف متطوع بحلول نهاية العام، ما يعكس زيادة ملحوظة في المشاركة التطوعية.

أخبار ذات علاقة

دونالد توسك رئيس وزراء بولندا

بولندا تحيّد مسيّرة حلّقت فوق مواقع حكومية حساسة

ولا يقتصر التطوع على الرجال، فقد سجلت نساء كثيرات أسماءهن، مستخدمات إجازات العمل لإكمال التدريبات. وروت إحدى المتطوعات أنها تريد "الدفاع عن عائلتها وابنها البالغ 13 عامًا"، مضيفة: "سأفعل أي شيء للحفاظ على سلامته، وأرغب في القتال لحمايته". 

الاستعداد للأسوأ

يأتي هذا الاستعداد في سياق تاريخي مؤلم لبولندا، التي عانت عقودًا من الاحتلال السوفيتي والحكم الشيوعي الروسي. وعسكريًا، أصبحت وارسو ثالث أكبر قوة في الناتو بعد الولايات المتحدة وتركيا، مع 200 ألف جندي مسلح، وهي الأضخم في الاتحاد الأوروبي.

وضاعفت بولندا إنفاقها الدفاعي من 2.2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2022 إلى 4.7% هذا العام، وهي أعلى نسبة في الحلف الذي يضم 32 دولة، متفوقة على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وتخطط وارسو لزيادة حجم جيشها بنحو الثلث خلال العقد المقبل، لتعزيز موقعها الذي كان تاسعًا في 2014.

أثار الحادث الأخير، الذي شهد إطلاق روسيا أكثر من 400 طائرة مسيرة على أوكرانيا، مع اختراق 20 منها المجال الجوي البولندي، ردود فعل قوية، إذ ينقل الموقع عن خبير دفاع بولندي أن "هناك علاقة سببية واضحة، يتحرك فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا فيصبح الناتو أقوى". 

وأضاف أن سياسة الزعيم الروسي الخارجية تشبه "لمسة ميداس" بالعكس، حيث ترتد عليه سلبًا، كما في انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو بعد عقود من الحياد.

رغم التحديات الديموغرافية، مثل انكماش السكان وشيخوختهم، تهدف الخطة إلى التغلب عليها عبر الاستعداد التطوعي. ويرى مراقبون أن هذه الجهود تحول بولندا إلى نموذج للاستعداد في أوروبا، وسط مخاوف من "ما ستفعله روسيا لاحقًا". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC