كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن بريطانيا ودولاً أوروبية أوقفت خططها لنشر آلاف الجنود في أوكرانيا، وذلك بعد فشل محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التفاوض على إنهاء الحرب مع روسيا.
وبحسب الصحيفة، فإن تحالف "الراغبين"، الذي شُكّل بشكل مستعجل مطلع هذا العام بمبادرة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان يهدف إلى إنشاء قوة برية أوروبية لمراقبة أي وقف محتمل لإطلاق النار بين موسكو وكييف.
لكن مع تعثر مفاوضات ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقرر تخفيف الطموحات العسكرية للتحالف والتركيز بدلاً من ذلك على دعم أوكرانيا في حرب الاستنزاف، وفق الصحيفة.
وسيناقش اجتماع التحالف المقبل، المقرر عقده عبر الفيديو الخميس المقبل، تعزيز إمدادات الذخيرة، وتوسيع الصناعة الدفاعية الأوكرانية، وإعادة بناء قطاع الطاقة والمدن المتضررة، وفقًا لمسودة جدول الأعمال التي اطّلعت عليها الصحيفة.
وقال مصدر دبلوماسي للصحيفة: "بما أن استراتيجية ترامب لم تُسفر عن أي نتائج حتى الآن، فإن وقف إطلاق النار لا يزال بعيدًا جداً. ما نحتاجه الآن هو مواصلة إمداد أوكرانيا بالأسلحة، إلى جانب الضغط السياسي على روسيا".
وفي تحول لافت، تراجع ترامب عن قراره السابق بوقف شحنات الأسلحة، معلنا أنه سيرسل مزيداً من "الأسلحة الدفاعية" إلى كييف، بما في ذلك تمويل إضافي لأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت"، بعد الهجمات الروسية الأخيرة على المدن الأوكرانية بطائرات مسيرة وصواريخ.
وترى الصحيفة أن القرار يمثل ضربة دبلوماسية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كان يطالب مراراً بضمانات أمنية غربية واضحة، تشمل نشر قوات برية لحماية المدن والمرافق الحيوية.
إلا أن المقترحات بهذا الشأن انهارت بسبب رفض ترامب تقديم دعم أمني مباشر، وتردد بعض الدول الأوروبية في الالتزام بقوات على الأرض دون غطاء أمريكي واضح.
وكانت الخطط الأولية تشمل نشر قوات واسعة النطاق لحماية البنى التحتية الأوكرانية الحساسة، لكن جرى تخفيفها لاحقاً إلى إعادة إرسال بعثات تدريب عسكرية محدودة، تشمل مدربين بريطانيين وفرنسيين، لتقديم دعم رمزي دون استفزاز موسكو أو تعريض التوازن العسكري للناتو للخطر.
