أنهى رئيس حكومة الاستقرار الوطني في ليبيا، أسامة حماد، زيارة لافتة إلى بيلاروسيا وقع خلالها 7 اتفاقيات شملت الزراعة والصناعة والأمن والتعليم في خطوة تثير تساؤلات حول دلالات هذا التقارب بين الطرفين.
وكشفت الحكومة المدعومة من البرلمان أن "هذه الاتفاقيات تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون بين ليبيا وبيلاروسيا؛ واستكمالًا وتنفيذًا لبنود مذكرة التفاهم الموقَّعة بين الجانبين في مدينة بنغازي، خلال مارس (آذار) الماضي، في مختلف القطاعات الحيوية".
وقال المحلل السياسي، كامل المرعاش، إن "حكومة الاستقرار الوطني تجند كل جهودها للإعمار والتنمية، وهذا ما دفعها إلى البحث عن شركاء دوليين لتنفيذ هذه المشاريع الاستراتيجية، وقد وقعت الحكومة عدة شراكات مع دول أخرى مثل مصر وتركيا وإيطاليا".
وأضاف المرعاش: "تم تدشين قنصلية ليبية هناك بعد أن اتخذت بيلاروسيا قرارًا بدخول المواطنين الليبيين من دون تأشيرة، وهو ما يعني تميزًا للعلاقات بين البلدين".
وأوضح لـ "إرم نيوز" أن "هذا التقارب فرضته المصالح المشتركة للبلدين، ويعود الفضل فيه بالتأكيد إلى المكانة الكبيرة والاحترام الذي يحظى به قائد الجيش المشير خليفة حفتر الذي تربطه علاقات صداقة قوية مع الرئيس البيلاروسي" وفق قوله.
وأشار إلى أنه "في المجمل تُعد هذه الزيارة مهمة لكونها كسرت احتكار حكومة الدبيبة لعلاقات ليبيا الخارجية، وفتحت الطريق أمام دول العالم الأخرى، لاستقبال هذه الحكومة الشرعية إذا كانت تحرص على مصالحها الاقتصادية والسياسية الدائمة مع ليبيا" بحسب تعبيره.
وذكر المرعاش أنه "تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في كل المجالات منها الصحية والزراعية وتقنيات التصنيع والاستثمار المشترك".
واستطرد أن "النقطة الأهم هي فتح المجال أمام المواطنين الليبيين لزيارة هذا البلد الذي فتح أراضيه من دون تأشيرات، وهذا مكسب كبير لأهلنا في الشرق والجنوب الذين كانوا يجدون صعوبة في السفر بسبب التأشيرات المفروضة".
من جانبه، قال المحلل السياسي، د. خالد محمد الحجازي إن "من أهم دلالات هذا التقارب البعد عن الغرب والبحث عن حلفاء جدد، حيث تواجه حكومة الاستقرار عزلة نسبية من بعض الدول الغربية التي تدعم حكومة طرابلس المعترف بها دوليًا، وبيلاروسيا، بدورها، تعاني من عزلة غربية بسبب دعمها لروسيا في الحرب الأوكرانية وموقف نظام لوكاشينكو المناهض للغرب".
وبين الحجازي لـ "إرم نيوز" أن "هذا التقارب قد يكون محاولة من الطرفين لتعويض العزلة الدبلوماسية عبر بناء تحالفات جديدة خارج الإطار الغربي، وبيلاروسيا لديها صناعة عسكرية متطورة، خاصة في أنظمة الدفاع الجوي (مثل صواريخ إس-300) والذخائر".
وأكد أن "الاتفاقيات قد تشمل استثمارات بيلاروسية في قطاعات النفط والبنية التحتية والطاقة في ليبيا، وبيلاروسيا لديها خبرة في الصناعات الثقيلة والزراعة، ما قد يفيد ليبيا في إعادة الإعمار".
وأبرز أنه "في المدى القصير، يُظهر هذا التقارب رغبة حكومة الاستقرار الوطني في تنويع حلفائها، لكن تأثيرها الفعلي سيعتمد على مدى التمويل والتنفيذ، خاصة أن بيلاروسيا ليست دولة غنية أو ذات نفوذ اقتصادي كبير".