logo
العالم العربي

ما الذي يعنيه قرار حظر عمل وكالة الأونروا في إسرائيل؟

ما الذي يعنيه قرار حظر عمل وكالة الأونروا في إسرائيل؟
أفراد من الجيش الإسرائيلي في مقر "الأونروا" بغزةالمصدر: أ ف ب
28 أكتوبر 2024، 7:57 م

قرار إسرائيل بحظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أثار مخاوف واسعة حول مستقبل دعم اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى تداعياته المحتملة على الاستقرار في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الأوضاع الإقليمية.

تأسست أونروا عام 1949 لتقديم الدعم الإنساني والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين، وتعمل في عدة دول لاستكمال مهامها الأساسية، إذ وصفها السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، بأنها "أعظم قصة نجاح في تاريخ الأمم المتحدة"، مؤكدًا ضرورة حمايتها بمختلف الوسائل.

تداعيات القرار على اللاجئين الفلسطينيين

يؤدي قرار حظر عمل أونروا في إسرائيل، إلى تقليص الدعم الإنساني الضروري لأكثر من 5.5 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عمل الوكالة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية.


 في الضفة الغربية وغزة، حيث يعتمد عدد كبير من السكان على خدمات أونروا، يمكن أن يسبب القرار الإسرائيلي ضغوطًا إضافية على أوضاعهم المعيشية، ما قد يؤدي إلى تأجيج التوترات وزيادة الاحتقان في هذه المناطق.

فأونروا تؤدي دورًا حيويًا في سد الفجوة الإنسانية، ولذا فإن تقليص أو منع أنشطتها قد يخلق فراغًا يصعب ملؤه ويهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

الأبعاد السياسية

تتزايد المخاوف من أن يؤثر هذا القرار على الجهود الدولية للحفاظ على عملية السلام، إذ يأتي في وقت حساس وسط تراجع الآمال بشأن حل الدولتين.

ويعد حظر أونروا أحد الضغوط التي تمارسها إسرائيل على الوكالة بحجة مزاعم تسلل أفراد من حماس إلى صفوفها، كما أشار السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون.

وقد وصف دانون أداء أونروا بأنه "إخفاق"، مدعيًا أن الوكالة سمحت لحماس بالنفاذ إلى برامجها، وهو ما نفته أونروا.

ويعد هذا التصعيد ضد أونروا تحديًا للإجماع الدولي، إذ تحظى الوكالة بدعم قوي من عدة دول، ما يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية التدخل لحماية عملها.

تأثير القرار على مسار حل الدولتين


يعد قرار حظر أونروا إشارة لتراجع الالتزام بحل الدولتين، إذ إن الوكالة إحدى الركائز في معالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تعتبر من قضايا الحل النهائي في أي مفاوضات سلام.

فالتأثير على الوكالة قد يعقّد النقاشات المتعلقة بمستقبل اللاجئين ويزيد من ضبابية الحلول المقترحة.

وقد يرى المجتمع الدولي في هذا القرار ضربة إضافية للسلام في المنطقة، ما قد يدفع بمزيد من الدول إلى تبني مواقف أكثر تشددًا تجاه إسرائيل، خاصة في أوساط المنظمات الدولية التي ترى في دعم أونروا أولوية إنسانية وحقوقية لا يمكن التهاون فيها.

ويواجه المجتمع الدولي الآن تحديًا لإيجاد حلول للحفاظ على استمرار عمل أونروا ودعمها ماليًا، في ظل الضغوط السياسية والمالية التي تواجهها.

ويجرى حاليًا نقاش حول سبل حماية الوكالة، مع مساعٍ دولية لإقناع إسرائيل بالتراجع عن قرارها، في إطار الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار الإقليمي والحفاظ على مسارات الدعم للاجئين الفلسطينيين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC