مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة

logo
العالم العربي

زيارة ترامب إلى المنطقة.. هل تسهم في حل أزمة غزة؟

زيارة ترامب إلى المنطقة.. هل تسهم في حل أزمة غزة؟
دونالد ترامب على متن الطائرة الرئاسيةالمصدر: غيتي
07 مايو 2025، 6:08 ص

يؤكد خبراء فلسطينيون ومختصون في العلاقات الدولية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى توظيف أدواته السياسية والدبلوماسية للضغط على حركة حماس من أجل القبول بمقترح المبعوث الأمريكي ستيف  ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، سواء بشكل مؤقت أو دائم، خصوصًا مع اقتراب موعد زيارته إلى الشرق الأوسط.

ويرى الخبراء أن  ترامب يعوّل على الزيارة لتحقيق مكاسب سياسية في الداخل الأمريكي والإسرائيلي على حد سواء، وتحويل أي اتفاق تهدئة محتمل إلى إنجاز شخصي يعزز  صورته.

وتتباين التقديرات بشأن قدرة ترامب على تحقيق تقدم ملموس في ملف التهدئة، خاصة في ظل الجمود الذي يخيّم على مفاوضات وقف إطلاق النار، ورفض حماس لأي مبادرة لا تتضمن إنهاء العدوان بشكل كامل. 

ومع ذلك، تشير المعطيات إلى أن زيارة ترامب المرتقبة ستتضمن محاولات لإحياء مسار التفاوض، وقد تحمل ضغوطًا سياسية جديدة تهدف إلى انتزاع تنازلات من الأطراف المعنية.

انفراجة محتملة

ويرى أستاذ العلوم السياسية رياض العيلة أن زيارة ترامب للشرق الأوسط قد ترافقها انفراجة في ملف تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، عبر التوصل إلى تهدئة مؤقتة بآلية جديدة، موضحًا أن تأجيل إسرائيل لأي تصعيد عسكري يشير إلى وجود مفاوضات جدية، تدعمها رغبة أمريكية بإنهاء الحرب لأسباب اقتصادية وتجارية، بينها استئناف الملاحة البحرية.

وبيّن العيلة لـ"إرم نيوز" أن عدم إدراج  إسرائيل ضمن جولة ترامب يعكس ضغطًا أمريكيًّا غير مباشر لوقف الحرب، ما قد يدفع نتنياهو للقبول باتفاق، متوقعًا أن يتضمن الاتفاق المحتمل صيغة إسرائيلية-أمريكية، مع تقديم بعض التنازلات لحماس، أبرزها تعهد واشنطن بدعم مسار مفاوضات لوقف الحرب بشكل شامل.

في مقابل ذلك، يرى الخبير السياسي يونس الزريعي أن ملف غزة مهم بالنسبة للإدارة الأمريكية، لكنه ليس في صلب أولويات زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة، حيث ترك الأخير إدارة الملف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويُتوقع أن يكتفي ترامب خلال الزيارة بتأكيد ضرورة التوصل إلى تهدئة وتبادل للرهائن، وإدخال مساعدات إنسانية لغزة، إرضاءً للدول التي يزورها.

أخبار ذات علاقة

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس

"أنباء سارة".. واشنطن تتحدث عن إعلان مهم بشأن غزة قريباً

 وأشار الزريعي لـ"إرم نيوز" إلى أن إنهاء الحرب أولوية عربية، وسيضطر ترامب لإظهار اهتمامه بذلك، رغم أن زيارته تستبعد إسرائيل؛ ما يعكس تركيزه على الملفات الاقتصادية الدولية وتجاهله المتعمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأضاف أن إسرائيل تستغل هذا التجاهل لمواصلة عملياتها في غزة.

رهان ترامب

كما رجّح الزريعي أن تقْدِم إسرائيل على إدخال مساعدات محدودة لغزة لتهدئة الضغوط الدولية، معتبرًا أن التلويح بعمليات عسكرية جديدة لم يعد مجديًا، في ظل افتقار إسرائيل لأهداف ميدانية واضحة تحقق من خلالها مكاسب إضافية.

بدورها، تؤكد الباحثة السياسية د. تمارا حداد أن قرار الكابينت الإسرائيلي بتوسيع العملية العسكرية ومنع دخول المساعدات لغزة يهدف للضغط على حماس للقبول بمقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف، الذي يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، والإفراج عن عدد من الرهائن، والإشارة إلى نزع سلاح الحركة، لافتة إلى أن الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت  حماس ستُبدي مرونة تجاه هذا المقترح أم ستستمر في رفضه، وفي حال وافقت، سيعلن ترامب نجاحه في وقف الحرب خلال زيارته المرتقبة للمنطقة.

وترى حداد في حديث لـ"إرم نيوز"، أن قبول حماس بهذا العرض سيمنح ترامب ورقة سياسية يسوقها للدول العربية كمدخل للتطبيع مع إسرائيل، رغم أن هذه الدول تشترط قيام دولة فلسطينية وليس فقط وقف العدوان. وتشير إلى أن زيارة ترامب لا تحمل مؤشرات فعلية لوقف الحرب، إلا إذا استجابت حماس للمقترح الأمريكي، في ظل تصعيد إسرائيلي يرافقه حصار وتجويع ممنهج.

وتحذر حداد من أن خطة "عربات جدعون"، التي صادق عليها الكابينت، تسعى لاحتلال غزة وتهجير سكانها نحو الجنوب؛ ما يجعل مصير القطاع معلقًا بين خيارين: إمّا قبول الهدنة المؤقتة بنزع سلاح حماس، وإمّا مواجهة عملية عسكرية واسعة بعد زيارة ترامب؛ ما يجعل جولته في المنطقة لحظة مفصلية في مسار الحرب.

من جهته، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية إبراهيم رشدي أن إدارة ترامب تمارس ضغوطًا مكثفة على حركة حماس للقبول بمقترح ويتكوف، بهدف تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار، وهو ما يسعى ترامب لاستثماره كإنجاز سياسي في ظل إخفاقه في التعامل مع ملف غزة، أمام الرأي العام الإسرائيلي والأوساط الأمريكية. 

أخبار ذات علاقة

دبابات إسرائيلية في قطاع غزة

توسيع الحرب على غزة.. هل تنوي إسرائيل السيطرة على كامل القطاع؟

 ويرى رشدي أن فشل ترامب في تقديم أي حلول فعلية منذ وصوله إلى البيت الأبيض يضعه في موقف حرج، ويدفعه لمحاولة انتزاع أي تقدم في هذا الملف على غرار إخفاقاته في أزمات دولية أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية.

ويشير رشدي لـ"إرم نيوز" إلى أن زيارة  ترامب للمنطقة تمثل فرصة أخيرة لإحداث اختراق، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والعربية لإدخال المساعدات ووقف سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في غزة، مضيفًا أن هناك آمالًا بأن تلعب الدول العربية الرافضة للتهجير دورًا ضاغطًا على ترامب لدفعه نحو تبني خطوات حقيقية باتجاه وقف إطلاق النار.

ويحذر رشدي من أن استمرار الجمود في الملف الغزي يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ويعكس تراجع النفوذ الأمريكي لصالح قوى أخرى، خاصة في ظل تغوّل نتنياهو وتنفيذ أجندته دون اعتبار للموقف الأمريكي، كما يرى أن هذا التراجع يعود جزئيًّا لتأثير اللوبي الصهيوني في واشنطن، ويظهر عجز إدارة ترامب عن ضبط المسار في إحدى أكثر مناطق النزاع تعقيدًا في العالم.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC