logo
العالم العربي

"عربات جدعون" تثير عاصفة من الجدل في إسرائيل

"عربات جدعون" تثير عاصفة من الجدل في إسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالمصدر: AFP
06 مايو 2025، 1:49 م

أثارت تسمية الجزء الجديد من حرب غزة بـ"عربات جدعون"، جدلا كبيرا في الداخل الإسرائيلي والمحيط الإقليمي أيضا.

آلية تسمية العمليات العسكرية لها فريق متخصص بالجيش الإسرائيلي، ضمن الحرب المعنوية والنفسية الإسرائيلية، ولها سياق أساس هو البناء على الخلفيات التوراتية والتلمودية.

لكن هذه التسمية أخذت بعدا أعقد مما سبق، من مجرد الربط المباشر مع البعد التاريخي الديني، لخدمة مشروع الدولة، مع توالي الأجيال والتأكيد على يهودية الدولة.

إلا أن ارتباط العملية هذه المرة باسم لا بتوصيفات وأحداث عامة، كانت له إسقاطاته العديدة، ومنها الساخرة، خاصة أن هناك عنصرا بارزا بالحكومة اسمه جدعون، وهو جدعون ساعر وزير الخارجية.

 

أخبار ذات علاقة

مشهد من غزة

نيويورك تايمز: "عربات جدعون" تسحق وعود ترامب بالسلام في غزة

 
والمفارقة، التي ركز عليها المؤثرون المعارضون في إسرائيل للحرب، إن جدعون العهد القديم كان منقذا لبني إسرائيل في فترة معاناتهم من المديانيين.

لكن جدعون الحالي هو منقذ فقط لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكانت لهذه المفارقة مساحة كبيرة من الجدل والنقاش خلال الساعات الأخيرة في مواقع التواصل الإسرائيلية.

وعودة لجدعون العهد القديم، وهو وفق المذكور في سفر القضاة عن قصته، فهو جدعون بن يوآش، من عشيرة أبيعزري في سبط منسي وعاش في عفرا غرب نهر الأردن، وأصبح قائدًا لبني إسرائيل بعد اختيار ملاك الرب له.

 وحقق نصرًا حاسمًا على جيش مدياني على الرغم من النقص العددي الهائل، وكان مميزا في استخدام سلاح العربات، ضد المديانيين الذين كانوا يجيدون قيادة الجمال، وكانوا عنيفين جدا وسريعين ومباغتين في هجماتهم.

وظل بنو إسرائيل مختبئين في الكهوف خوفا من المديانيين لفترات طويلة حتى ظهر جدعون أو المصارع باللغة العبرية القديمة، وأنقذهم مما كانوا فيه، حسب رواية سفر القضاة بالعهد القديم.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي في غزة

بتكلفة عالية.. "عربات جدعون" تجر حكومة نتنياهو نحو الانفجار

 
ومن هنا جاءت المحاولة الإسرائيلية الجديدة لاستجلاب الماضي في الحاضر باسقاطاته، حيث يعد جدعون واحدا من الصور التي تشير للمسيح المخلص في الديانة اليهودية، وقرب مجيئه وارتباطه ببناء الهيكل الثالث من جديد.

ولهذا وغيره كان اسم العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة في غزة، للترويج لحديث التسريع بقدوم المسيح، كما يطالب الحاخامات والقوى اليمينية والدينية، وأيضا لتشبيه الفلسطينيين بالمديانيين، الذين أرهبوا بني إسرائيل، حتى تمكنوا من القضاء عليهم بوحدتهم وراء قائدهم.

لكن يبدو أن المقارنة بين الماضي المروج له، والحاضر المشاهد للجميع، لم يكن في صالح نتنياهو وفريقه الذين اختاروا الاسم وتباهوا واحتفوا به، حتى إن الكابينت أقره بالإجماع في بند خاص.

الأمر تحول لنكتة وموجات سخرية لا تتوقف منذ الإعلان عن الاسم المثير، وأصبحت رسومات "عجلات لا عربات جدعون" بالـ"إيه آي" تكتسب شهرة واسعة، على السوشيال ميديا الإسرائيلية، وتحول الوزير جدعون ساعر نجما فيها.

صوّر الغاضبون من أسر الرهائن وداعموهم، جدعون يركب على عجلة أطفال صغيرة، بينما صوّره اليمينيون في صور بطل روماني على عربته الحربية الشهيرة.

وبعيدا عن  الـ"إيه آي"، كانت هناك صور حقيقية لجدعون راكبا عجلته الهوائية، ومرة أخرى يقود عربة أطفال بجوار زوجته، وهذه آخر العربات التي يستطيع جدعون عصره قيادتها، وفق اتهام معارضي الحرب، فلم يكن في صالح نتنياهو وفريقه المقارنة بين جدعون عصره وجدعون الماضي، وفق ما رصد موقعا "واللا" و"يسرائيل هيوم" العبريان.

أخبار ذات علاقة

دبابات إسرائيلية ومن خلفها دمار قطاع غزة

"خيار نووي".. عملية "عربات جدعون" بغزة تثير مخاوف قادة الأمن في إسرائيل

 
 في غضون ساعات، امتلأ موقعا إنستغرام وتويتر بالصور والنكات، وكان التركيز على الوزير جدعون ساعر، الذي أصبح بطريقة ما الرمز غير الرسمي للعملية.

ومن بين أبرز الرسومات عمل يظهر نتنياهو وهو يركب عربة حرب ما بين الفرعونية والرومانية، ووراءه الوزيران سموتريتش وبن غفير، اللذان يأمرانه وهو ينفذ لبقائه في السلطة.

وعمل آخر يظهر فيه نتنياهو يركب حصان لعبة وفي الخلفية، يواصل الجيش الإسرائيلي العمل في الميدان.

ويعلق نشطاء التواصل الاجتماعي إن مظاهرة الاحتجاج بالـ" إيه آي" ضد عملية عربات جدعون، توجع نتنياهو وحكومته، مثلها مثل الاحتجاجات المتواصلة في الشوارع.
 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC