الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
كشف مصدر كردي مطلع لـ"إرم نيوز"، أن إقليم كردستان يشهد حراكًا يهدف إلى تشكيل لجنة سياسية مشتركة تضم ممثلين عن القوى الكردية والمكونات المحلية، سيعهد إليها بإعداد ورقة تفاوضية موحدة يتوقع أن تكون المنطلق لحوار مباشر مع الحكومة السورية خلال الفترة المقبلة.
وقال المصدر الذي تحدث لـ"إرم نيوز" ـ شريطة عدم ذكر اسمه ـ إن "المشاورات تتركز على إشراك المجلس الوطني الكردي (ENKS) وشيوخ العشائر العربية، إلى جانب ممثلين عن الإدارة الذاتية، بما يمنح الوفد التفاوضي المقبل غطاءً أوسع ويخفف الاعتراضات التركية"، مضيفًا أن "التحرك يحظى بدعم أولي من الولايات المتحدة وفرنسا، فيما تجري اتصالات سرية مع دمشق عبر قنوات مختلفة".
وقال المصدر، إن زيارة الرئيس المشترك لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" محمود المسلط، إلى أربيل مؤخرًا جاءت في هذا السياق، حيث بحث مع مسعود بارزاني سبل إنجاح الملتقى التشاوري المزمع عقده في الرقة السورية، وضمان مشاركة أطراف متعددة فيه.
وأشار المصدر في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن "الإقليم يسعى لتأمين مظلة دولية للحوار على أساس اتفاق الـ10 من مارس بين قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والرئيس السوري أحمد الشرع، وبما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويُقلل المخاوف الأمنية التركية".
وتأتي هذه التحركات في ظل حالة انسداد سياسي بين "قسد" والحكومة السورية منذ توقيع اتفاق الـ10 من مارس، الذي نصّ على الدخول في حوار يضمن مشاركة المكونات الكردية والعربية، لكنه لم يتحول إلى مسار عملي حتى الآن، إذ يواجه الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدرته دمشق اعتراضات واسعة من الأكراد والدروز، وسط مخاوف من أن يؤدي إلى إقصاء قوى محلية بدلاً من إشراكها.
بدوره، أوضح الوزير الكردي السابق أبوبكر علي كارواني في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "إقليم كردستان يمتلك مجموعة من الأوراق التي تمكنه من لعب دور مؤثر في الملف السوري، من أبرزها العلاقة القوية والمصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية المتبادلة مع تركيا، إلى جانب الدور الذي اضطلع به الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) والبارزاني سابقاً في استئناف العملية السلمية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني".
وأضاف كارواني أن "الإقليم يتمتع أيضاً بعلاقات متقدمة مع الولايات المتحدة وفرنسا، بوصفهما أبرز الداعمين لقسد، فضلاً عن قنواته مع أطراف غربية أخرى، وهو ما يعطي أملا أكبر لنجاح مساعي أربيل الحالية".
وشدد كارواني على أن "تركيا قد لا تضع فيتو صارمًا على هذا الدور في المرحلة الحالية، لأنها تدرك أن المسألة الكردية باتت حقيقة تاريخية وواقعية لا يمكن تجاوزها، وأن أي حل مستدام في سوريا والمنطقة لن يمر عبر السلاح وحده، بل عبر الحوار والمصالح المشتركة لشعوب المنطقة"، وفق قوله.
ويُنظر إلى مسعود بارزاني على أنه من أكثر الشخصيات الكردية قبولاً في الإقليم وعلى المستوى الإقليمي، بحكم شبكة علاقاته الواسعة مع تركيا والولايات المتحدة ودول أوروبية، وهو ما يجعله مرشحًا للعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين دمشق والإدارة الذاتية.
غير أن هذا المسار يواجه عقبات جدية، أبرزها استمرار الخلافات داخل البيت الكردي، والعلاقة المتوترة بين "قسد" والمجلس الوطني الكردي، فضلًا عن تحفظ دمشق على منح صلاحيات واسعة للإدارة الذاتية، كما أن أي تفاهم سياسي لن يكون بمعزل عن الموقف التركي الذي يرفض أي صيغة تتيح لحزب العمال الكردستاني أو حلفائه تعزيز نفوذهم قرب حدوده الجنوبية.
وبحسب مصادر كردية، كان من المقرر عقد اجتماع تشاوري في مدينة الرقة في الـ20 من الشهر الجاري، بمشاركة مكونات سورية وأحزاب وتيارات سياسية وشخصيات فكرية وروحية، إلا أن الموعد أُجّل دون توضيح الأسباب، مع التأكيد على عقده في وقت لاحق، إذ يهدف المؤتمر إلى بلورة ورقة مشتركة تتضمن مبادئ دستورية، تمهيدًا لطرحها على طاولة النقاش مع دمشق.