شمال شرقي سوريا على صفيح ساخن.. عشائر عربية كبرى تصعد اليوم المواجهة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
المناطق التي تسيطر عليها "قسد" منذ عام 2019، وتشكل نحو 30% من الشمال السوري، تواجه الآن نذر تصعيد غير مسبوقة.
العشائر العربية، من بينها قيس بن غيلان، العكيدات، البوشعبان، أعلنت النفير العام، متهمة "قسد" بالمماطلة في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار الذي نص على دمج الهياكل العسكرية والمدنية في الدولة، مع ضمان حقوق الأكراد.
مصادر سورية كشفت لـ"إرم نيوز" عن وصول طلبات عاجلة من هذه العشائر إلى دمشق، تناشد الحكومة التحرك العسكري لاستعادة السيطرة على دير الزور، الرقة، الحسكة، وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، في حال استمرار المماطلة.
التصعيد العشائري لا يقتصر على التصريحات.. العشائر توعدت بتنفيذ عمليات تستهدف مقار "قسد"، في سيناريو قد يعيد إلى الأذهان مواجهات واسعة حدثت عام 2023.
رغم توقيع الاتفاق بين الحكومة السورية و"قسد" بعد سقوط نظام الأسد، ما زالت الإدارة الذاتية تماطل في التنفيذ، ما أثار غضب الغالبية العربية، واعتبار استمرار الهيمنة الكردية ممارسة قمعية يجب مواجهتها.
وفي خطوة تصعيدية أخرى، أغلقت دمشق معبرين تجاريين رئيسين، هما "دير حافر" و"سلمية - الطبقة"، ما أدى إلى توقف حركة الشاحنات ونقل المحروقات، وزاد التوتر وسط تساؤلات عن خطط الحكومة المقبلة تجاه الممرات الحيوية.
هذا التصعيد يُبقي الجزيرة السورية على صفيح ساخن، حيث تترقب جميع الأطراف أي شرارة قد تشعل معركة كبرى.. العشائر متحفزة، وقوات "قسد" مستنفرة، وحكومة دمشق بين خيار التدخل المباشر أو الاكتفاء بالمراقبة.