logo
العالم العربي
خاص

تفاهمات بين ترامب ونتنياهو .. هل تدفع الضفة ثمن اتفاق غزة؟

من الاقتحامات الإسرائيلية للضفة الغربيةالمصدر: رويترز

أكدت مصادر دبلوماسية أمريكية أن صمت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مصادرة إسرائيل مساحات شاسعة من الضفة الغربية يعود إلى رغبته في أن يفرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم هدم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والحفاظ عليه إلى أبعد مدى ممكن. 

أخبار ذات علاقة

رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الجديد ديفيد زيني

"ضم الضفة الغربية" يتصدر أجندة رئيس الشاباك الجديد

وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يريد العمل إلى أقصى وقت باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يقوم برعايته بعد أن تم بناؤه على خطة قدمها ويعتبره إنجازا له.

وأفادت المصادر بأن ترامب يتعامل في إطار صرف النظر عن مصادرة الأراضي في الضفة الغربية، كمقابل ضمني لنتنياهو، لعدم تفجير اتفاق غزة على الأقل في هذه المرحلة التي تعتبر الأصعب وتحتاج إلى تأسيس أعمدة الاتفاق بشكل جيد حتى يظل صامدا إلى أبعد وقت.

وأشارت المصادر إلى أنه كانت هناك تقارير كاملة في البيت الأبيض عن تحركات إسرائيل في الضفة وأبعاد ذلك، ولكن ترامب يريد أن يمتّن اتفاق غزة الذي يواجه مشاكل في ما يتعلق برفات الأسرى والغارات الإسرائيلية على القطاع بالإضافة إلى أزمات تولدت سريعا في الساعات الأخيرة.

 

 تحولات في عهد ترامب

المحلل السياسي الأمريكي دينيس جيف، قال إنه في عام 2024، كان الرئيس جو بايدن أول رئيس أمريكي يوقع أمرا تنفيذيا برقم 14115 يعارض بناء مستوطنات جديدة من قبل الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وكان هذا الأمر، الذي لم يكن جريئا أو فعالا وقتئذ، يهدف إلى فرض عقوبات على الأفراد والمنظمات التي تقوم بالاستيطان 

وأضاف جيف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه في اليوم الأول من ولاية ترامب الثانية، قام بإلغاء هذا الأمر التنفيذي، ولكن يبقى التأثير الأكثر أهمية في هذا الصدد، إصدار الولايات المتحدة في عهد الرئيس الجمهوري بيانا سياسيا بأنها لا تعارض ما يجري في المستوطنات.

 وبين جيف أن ما يقوم به ترامب من هذه الإجراءات والتصرفات، يخبر تل أبيب والمستوطنين أن الولايات المتحدة تغض الطرف عن هذا النشاط.

وبحسب جيف، فإن ترامب يؤكد بذلك لحكومة نتنياهو والفصائل الدينية اليمينية المتطرفة في إسرائيل أن بإمكانها فعل ما تشاء، وأن الولايات المتحدة لن تبدي أي استنكار، الأمر الذي يزيد من انعدام الثقة في الشرق الأوسط بالولايات المتحدة، لأن الصورة الواضحة في هذا الإطار أن واشنطن في عهد ترامب تدعم - أو على الأقل لا تعارض - إسرائيل عندما تنتهك بشكل صارخ ما يرفضه القانون الدولي.

 وأردف جيف أن هناك تأثيرا آخر محتملا ومهما لقرار ترامب بإلغاء الأمر التنفيذي الذي جمد الأصول المالية للأمريكيين والكيانات الأمريكية التي كانت تمول المستوطنات، حيث إنه بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، في الفترة من عام 2009 إلى عام 2013 تقريبا، تجاوزت التبرعات المعفاة من الضرائب الأمريكية للمنظمات المرتبطة بالمستوطنات 220 مليون دولار أمريكي، وهذا من شأنه أن يحرر مصادر الدعم المالي الأمريكية لتمويل المستوطنات اليوم.

 ويستبعد جيف أن يسفر إلغاء الأمر التنفيذي عن مساهمات ضخمة لتمويل التسويات، ولكن مع ذلك، فإن مبلغ الـ 220 مليون دولار الذي دفع بين عامي 2009 و2013 ليس بالقليل، متسائلا "من يدري إن كان سيزداد بشكل ملحوظ هذه المرة؟".

 سياسة استيطانية

بدوره، يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور حسين الديك، أن هناك سياسة استيطانية في الضفة الغربية مدفوعة ومدعومة من أقطاب اليمين الإسرائيلي وقادة المستوطنين، في ما يعرف بمجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، والمجموعات المسلحة التي تعرف بـ"فتيان التلال" و"جماعات تدفيع الثمن".

وأوضح أن كل هذه التحركات من تلك المجموعات مدعومة من وزراء نافذين في الحكومة الإسرائيلية.

وذكر الديك في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من أبرز هؤلاء الوزراء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي عزز نفوذه في ملف الاستيطان، فيما يعد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هو الآخر من أبرز الداعمين للاستيطان، حيث يقوم بدعم المستوطنين بشكل مباشر، حتى وصل الأمر إلى تبنيه سياسة تسليح المستوطنين في الضفة الغربية.

 وذكر الديك أن على أجندة الكنيست الإسرائيلي مشروعا لضم الضفة الغربية، حيث أقرت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست مشروع الضم، وسيتم التصويت عليه خلال الفترة القليلة القادمة، بعد عودة الكنيست من العطلة الصيفية.

وأشار إلى أن هذه الدورة ستكون حاسمة وتمتد حتى السابع من مارس آذار 2026، وقد تكون الأخيرة بعد الأحاديث المتزايدة عن تبكير موعد الانتخابات الإسرائيلية من قبل حزب الليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

 واستكمل قائلا إن إسرائيل مقبلة على أيام وأسابيع دراماتيكية سواء على الصعيد الداخلي أم في العلاقة مع الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة قد تشهد مزيدا من مصادرة الأراضي في الضفة الغربية وربما إعلان السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المستوطنات هناك، إضافة إلى المضي في سياسة ضم المناطق المصنفة (C). 

أخبار ذات علاقة

نتنياهو يعانق ترامب في الكنيست اليوم

ما وراء الشكر.. هل قدم ترامب "وعودا خفية" لنتنياهو بشأن ضم الضفة الغربية؟

ووصف الديك هذه الدورة الشتوية للكنيست بـ"الحاسمة"، خاصة في حال قيام الرئيس ترامب بإلزام نتنياهو بالإبقاء على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط ما يتردد إعلاميا عن وعود أمريكية بإطلاق يد نتنياهو في الضفة الغربية.

وأكد أن هذا الأمر كان واضحا في خطاب ترامب في الكنيست الإسرائيلي عندما قال نتنياهو: "أشكرك يا سيادة الرئيس لأنك اعترفت بحق إسرائيل في يهودا والسامرة"، ويقصد بذلك الضفة الغربية، في وقت يظهر فيه تفاهم أمريكي إسرائيلي حول خطوات تتعلق بالمصادرة والضم في الضفة الغربية، وهو ما سيتجلى خلال الفترة القادمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC