مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
انهمر المديح بشكل غير مسبوق على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين في الكنيست كسيل عارم، بعد أن تدفقت كلمات الثناء بمبالغة مبهرة، حتى بدا ترامب كتمثال لامع وسط عاصفة من التصفيق والبلاغة الرنانة، على حد تعبير المراقبين.
فبعد ساعتين من الإشادات المتواصلة والتملق، وفقًا لوصفهم، ظل رأس ترامب مائلًا بثبات، وابتسامته المغلقة المميزة كأنها نقشٌ خالد.
بنجامين ديزرايلي، رئيس وزراء بريطانيا السابق، قال ذات مرة إن الإطراء يقدَّم بمغرفة، لكن في الكنيست الإسرائيلي، انهمر المديح على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كسيلٍ عارم من جرافة وفق تعبير صحيفة "التايمز".
وكعادته، استعاد ترامب توازنه بسرعة، ليقدم ساعة إضافية من المديح الذاتي، في يوم عاطفي عاد فيه الرهائن الإسرائيليون إلى عائلاتهم بعد عامين من الحرب.
وكان المشهد الأبرز على منصة الكنيست أمس الاثنين، هو التقدير المتبادل بين رجلين مسنين: ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هذا اليوم التاريخي قالت عنه الصحيفة البريطانية، إنه كان مُنسقًا كمسرحية متقنة.
ويضيف التقرير "بينما كان الصليب الأحمر ينقل الرهائن من غزة، وصل أعضاء فريق ترامب – ابنته إيفانكا، وصهره جاريد كوشنر، ورجل الأعمال ستيف ويتكوف، والسيناتور ماركو روبيو – إلى شرفات الكنيست وسط هتافات وتصفيق حار".
ووقف تقرير الصحيفة على كلمة رئيس الكنيست، أمير أوهانا، عندما نهض ملقيًا خطابًا طويلًا لمدة ساعة تقريبًا، يمجد فيه ترامب، ليتبعه نتنياهو بالنغمة ذاتها تقريبًا.
وقال أوهانا لترامب: "أنت عملاق سيُخلد في التاريخ، عملاق في تاريخ اليهود".
يؤكد تقرير "التايمز" أن الخطاب كان مكتوبًا بعناية، مع ست إشارات على الأقل إلى أن ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام.
ويضيف "وصل (عداد السلام) الخاص بترامب إلى ثمانية نزاعات محلولة، وقبل ثلاثة أسابيع فقط، في زيارة لتشيكرز في بريطانيا، كان العدد ستة، إذا استمر ترامب بهذا الزخم، قد ينفد العالم من الصراعات قريبًا، وربما يضطر لتهديد النرويج لضمان جائزة نوبل" وفق تعبيره.
ويشير مراقبون إلى أن المشهد في الكنيست أمس الاثنين، خرج عن إطاره فقط عندما تحدث ترامب، مؤكدين أن نتنياهو، الذي استخدم الحرب ضد حماس لتأخير انتخابات قد يخسرها ومحاكمة فساد بسبب هدايا السيجار والشمبانيا من رجل أعمال إسرائيلي، حصل على دفعة شعبية كبيرة من هذا الحدث.
تقارير صحفية عدة نقلت عبارات صريحة وشفافة أطلقها ترامب عكس فيها الواقع الفعلي على أرض غزة، خصوصًا، عندما قال لنتنياهو: "سيُذكر اسمك أكثر بسبب هذا من لو استمررت في القتل لثلاث أو أربع سنوات أخرى"، ما جعل نتنياهو ينظر إلى الأرض وفق لقطات رصدتها الكاميرات.
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل وصف زعيم المعارضة يائير لبيد بأنه "رجل لطيف جدًّا"، ثم التفت إلى نتنياهو وقال: "كن ألطف قليلًا يا بيبي، الحرب انتهت".
وفي لحظة أكثر جرأة، التفت ترامب إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وقال عن قضايا فساد نتنياهو: "لماذا لا تعفو عنه؟ من يهتم بالسيجار والشمبانيا؟"
في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، كان هناك شعار على مكتبه يقول: "لا حدود لِما يمكن تحقيقه إذا لم نهتم بمن يحصل على التقدير"، لكن العالم تغير وفق تقرير صحيفة "التايمز" اللاذع، مضيفًا "يبدو الآن أن لا حدود لإنجازات البشرية، بشرط أن يحصل دونالد ترامب وحده على كل التقدير".
