مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
علل خبراء، سبب توجيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اعترافه بما أسماه "الحقوق الإسرائيلية في الضفة الغربية".
ووفق الخبراء، فإن سبب ذلك هو حصول نتنياهو وائتلافه الحاكم على وعود أخرى من الرئيس الجمهوري، تقضي بأن يكون مقابل وقف الحرب في غزة، اعتراف أمريكي أوسع بحق إسرائيل في الضفة الغربية ومنحها العديد من الصلاحيات هناك.
وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الشكر من نتنياهو لترامب، يعد مؤشرا على اعتراف الولايات المتحدة بضم الضفة الغربية، والسيادة الاسرائيلية عليها وبالتحديد على نحو 62% من مساحتها، أي المناطق المصنفة "ج".
وقد أشاد نتنياهو خلال كلمته أمام الكنيست، اليوم الاثنين، بالدور الذي لعبه ترامب في التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى وعودة المختطفين من غزة، مشيرا إلى أن تل أبيب "تشكر الرئيس ترامب على اعترافه بحقوقها التاريخية في الضفة الغربية"، على حد تعبيره.
ويقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور حسين الديك، إن التصريح الذي جاء في خطاب نتنياهو، بتوجيه الشكر للرئيس الأمريكي ترامب على اعترافه بحق إسرائيل في الضفة الغربية، ليس جديدا.
وبيّن الديك، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه عندما تم الاتفاق بين ترامب ونتنياهو على وقف الحرب في غزة ووقف العمليات العسكرية للوصول إلى هذا الاتفاق، حصل نتنياهو على وعود أخرى هو وائتلافه الحاكم، يقضي بأن يكون مقابل وقف الحرب في غزة اعتراف أمريكي أوسع بحق إسرائيل في الضفة الغربية ومنحها العديد من الصلاحيات.
وأفاد الديك أن هذا يُعد مؤشرا على اعتراف الولايات المتحدة بضم الضفة الغربية، والسيادة الإسرائيلية عليها أو على الأقل بفرض السيادة الإسرائيلية على نحو 62% من مساحتها، أي المناطق المصنفة "ج".
وأشار الديك إلى أن الخطاب الإسرائيلي بشأن هذا الملف يعكس قناعة راسخة لدى الحكومة الإسرائيلية، سواء في معسكر اليمين أو المعارضة، بضرورة السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.
وأوضح أن حديث نتنياهو عن "فرض السلام بالقوة" يعبر عن عقلية تقوم على الفرض والإملاءات والسيطرة، لا على السلام الحقيقي القائم على إعادة الحقوق إلى أصحابها، وخاصة الانسحاب من الضفة الغربية.
بدوره، يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني، زيد نعيم الطوباسي، أن العلاقة الاستراتيجية بين تل أبيب وواشنطن في أوجها؛ مما يعكس وجود تحالف تاريخي بين اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يقوده نتنياهو واليمين الأمريكي الذي يمثله ترامب.
وذكر الطوباسي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه التصريحات ليست جديدة وتدل على الانحياز الكامل من الولايات المتحدة لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية.
وأكد أن المواقف التي يعلن عنها ترامب تلحق ضررا كبيرا بمكانة الولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي الذي اعترف بدولة فلسطين والذي شدد على أن الأراضي المحتلة عام 1967، وهي الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لا يوجد أي حق للإسرائيليين فيها وهي أراضي الدولة الفلسطينية.
ولفت الطوباسي إلى أن هذه التصريحات تقويض لمكانة الولايات المتحدة باعتبارها الطرف الراعي والمشرف على عملية السلام المستقبلية بين الإسرائيليين والفلسطينين.
وتابع: "نحن كفلسطينيين نريد من الولايات المتحدة النظر إلينا بطريقة أخرى في ظل رغبتنا في علاقة جيدة مع واشنطن، ولكن شرطنا الأساسي احترام الحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني على أرضه المعترف بها من المجتمع الدولي".
ويعتقد الطوباسي أن هذه التصريحات في نهاية المطاف إعلامية ولن تكون المسار أو الرؤية الأساسية للسياسة الأمريكية مستقبلا، ولا سيما أن هناك تغييراً للوقائع، خاصة بعد مؤتمر شرم الشيخ الذي سيكرس لمسار سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن ذلك يحتاج إلى جسور ثقة بين الطرفين ونوايا جدية وحقيقة من جانب الولايات المتحدة.
وأردف الطوباسي، أن الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم أمام اختبار حقيقي، متسائلا: "هل سيذهبون إلى مسار يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني أم أنهم سيبتعدون كثيرا كما اعتدنا؟".
واستطرد أن الأيام المقبلة هي التي ستكشف كيفية تعامل الإدارة الأمريكية مع الملف الفلسطيني، ويظهر كون ترامب رجل سلام في الحقيقة أم لا.