كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ما وصفته بـ"مسارات الأبواب الخلفية لشبكة تمويلات حماس خلال حرب غزة"، ودور القيادي المغتال حديثًا عبد الحي زقوت فيها.
واستندت الصحيفة العبرية إلى إقرار الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، بأنه بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب، جمعت الحركة وحوَّلت عشرات ملايين الدولارات إلى جناح حماس العسكري خلال العام الماضي.
وجاء إقرار إسرائيل بعد عملية اغتيال إسرائيلية مزدوجة قبل أسبوعين، استهدفت نائب القائد العام لكتائب القسام رائد سعد، ومعه القيادي في حركة حماس "زقوت".
وتعزو تل أبيب إلى عبد الحي زقوت مسؤولية إدارة شبكات تمويل حركة حماس خلال الحرب، ونسبت إليه تحكمًا في مفاصل شبكة صرافة تابعة للحركة، تتألف من عناصر على علاقة بالحرس الثوري الإيراني، وأخرى على علاقة بعناصر تقيم في تركيا، بعد إبعادها عن القطاع بموجب صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي والشاباك، يعمل صرافو غزة بتعاون كامل مع إيران، ويحوِّلون عشرات ملايين الدولارات مباشرة إلى حماس وكبار مسؤوليها.
وبموجب إقرار الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، ضخت حماس أيضًا مبالغ طائلة، بلغت مئات آلاف الدولارات يوميًا في خزائنها المتعافية في ظل انتعاش سوق تجارة الحركة في المساعدات الإنسانية، التي تتدفق على قطاع غزة، والتي تصل إلى 4200 شاحنة أسبوعيًا، أي ما بين 600 و800 شاحنة يوميًا، بعضها من القطاع الخاص.
وتشمل المساعدات سلعًا ومواد غذائية متنوعة، تستغل "حماس" تجارة القطاع الخاص فيها، لفرض ضرائب عليها، وبالتالي جمع الأموال من الغزيين.
ووقفت إسرائيل بتلك المعطيات على كيفية مواصلة حركة حماس دفع رواتب أعضائها ومقاتليها على مدار حرب العامين، إذ تمكنت الحركة، بحسب مصادر موثوقة، من دفع ما يقدر بـ7 ملايين دولار، لنحو 30 ألف عضو من "تشكيلها المدني"، وذلك باستخدام نظام دفع يعتمد على التحويلات النقدية.
وفي ظل جمود المؤسسات المالية، التي توقفت تقريبًا عن العمل في قطاع غزة، حوَّلت الحركة الأموال إلى عناصرها عبر مندوبي الصرافة، بحيث يتلقى أعضاء الحركة رسائل على هواتفهم أو هواتف أقاربهم المحمولة، تدعوهم إلى "لقاء صديق لتناول فنجان شاي" في مكان محدد بالقطاع.
وعند وصولهم، يقترب منهم شخص غريب - أحيانًا امرأة - ويسلمهم سرًا مظروفًا يحوي المستحقات الشهرية.