كشفت مصادر أمريكية عن مخاوف جدية وقلق واسع تعصف بأروقة الإدارة الأمريكية بعد الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، واحتمال أن تكون تلك الخطوة، التي وصفت بـ "المتهورة"، قد قضت نهائيًا على آمال المفاوضات مع حركة "حماس".
ونقل موقع "بوليتيكو" عن مصدر مقرب من فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي، قوله إنه "رغم أن البيت الأبيض يسعى جاهدًا لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إلا أن ترامب وأقرب مساعديه قلقون من أن الضربة الإسرائيلية (المتهورة) ضد قادة حماس في قطر هذا الأسبوع، قد عرقلت هذه المفاوضات - ربما إلى الأبد".
وأضاف المصدر أن "إحباطات الإدارة الأمريكية تفاقمت تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ الغارة الإسرائيلية، الثلاثاء. وفعليًا، بدأ ترامب وكبار مساعديه يتساءلون عما إذا كان نتنياهو، الذي أذن بالضربة وهدد بالمزيد، يحاول تخريب المحادثات".
وتابع المصدر: "في كل مرة يحققون فيها تقدمًا، يبدو وكأنه يقصف أحدًا. لهذا السبب الرئيس ترامب ومستشاروه محبطون جدًا من نتنياهو"، لافتًا إلى أن " البيت الأبيض يعمل على تهدئة القطريين، الذين استخدم كبار قادتهم كلمات مثل (بربري) لوصف الضربة الإسرائيلية".
وأشار "بوليتيكو" إلى أن رئيس الوزراء القطري سيزور نيويورك وواشنطن، يوم الجمعة، ومن المتوقع أن يلتقي مسؤولين أمريكيين لمناقشة الغارة الإسرائيلية ووضع محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لشخص مطلع على زيارته.
وأوضح الموقع أن "المسؤول القطري من المتوقع أن يلتقي الرئيس ترامب، ونائبه جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث ترامب للسلام ستيف ويتكوف".
وقال المصدر إن "وزير الخارجية روبيو تحدث أيضًا في الأيام الأخيرة مع رئيس الوزراء القطري بشأن إعطاء الأولوية لخطة لتوسيع اتفاقية التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة".
ومن المقرر أن يزور الوزير الأمريكي روبيو إسرائيل الأسبوع المقبل. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيزور قطر، لكن مثل هذه الرحلات عادةً ما تشمل التوقف في عواصم متعددة، بحسب "بوليتيكو".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في إفادة صحفية، الثلاثاء إن "الرئيس يشعر بالإحباط من قرار إسرائيل تنفيذ مهمة داخل قطر، وهي شريك رئيس وتضم قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة زارها ترامب في مايو/ أيار".
وأكدت الإدارة الأمريكية أيضًا أنها علمت بالهجوم من الجيش الأمريكي، وأن إسرائيل لم تفعل الكثير لإخطار المسؤولين الأمريكيين ولم تتشاور معهم مسبقًا، وأكد بيان ليفات الأولي أن الإدارة حذّرت المسؤولين في الدوحة قبل الضربة.
وبعد أن ردّ مسؤول قطري في بيان ينفي تلقيهم مثل هذا التحذير، عدّل ترامب تصريح ليفيت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن "إسرائيل لم تقدم للبيت الأبيض تحذيرًا كافيًا بشأن الهجوم، وأن المكالمات الهاتفية من ويتكوف إلى المسؤولين القطريين جاءت (متأخرة للغاية)".
ونقل "بوليتيكو" عن مسؤول دفاعي قوله إن "الإشعار الغامض الذي تم تقديمه لم يكن كافيًا على الإطلاق، وكان يفتقر إلى التفاصيل اللازمة لتحذير الشركاء الإقليميين بشكل مناسب".
وأضاف أن "هذا جزئيًا هو السبب في أن تصريح ترامب، الذي ذهب أبعد مما قالته ليفيت، جاء صريحًا جدًا حين قال إن القرار (اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولم يكن قرارًا اتخذته أنا").
وقال المصدر ذاته إن "هذا كان أكثر انتقاد علني شاهدته من رئيس جمهوري تجاه زعيم إسرائيلي منذ فترة طويلة".
ولفت إلى أن "مكالمة ترامب الهاتفية مع نتنياهو، الثلاثاء، وهي الأولى بين محادثتين بينهما عقب الهجوم، كانت (ساخنة جدًا) وكان الرئيس غير راضٍ بتاتًا، وأبدى ذلك بوضوح".
ووفقاً للمسؤول الأمريكي، فإن "عجز ترامب عن السيطرة على نتنياهو يثير استياء المسؤولين الأمريكيين، وبشكل خاص عندما يُقدِم رئيس الوزراء الإسرائيلي على خطوات تؤثر بشكل مباشر على العلاقات الأمريكية مع دول مثل سوريا وقطر"، إلا أن المسؤول لم يكن على علم بأي خطط لإدارة ترامب لمعاقبة نتنياهو.
وذكر المصدر أن "هناك أيضًا مسألة ما إذا كانت حماس نفسها سوف تشارك في المحادثات الآن".