رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
ذكرت مصادر لبنانية مطلعة أن الولايات المتحدة تركز جهودها على دفع اتفاق يُنهي الأعمال العدائية في الجنوب عبر ضغوط سياسية يُراد بها إخضاع حزب الله وتسليم سلاحه للدولة.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن الحل العملي لهذه الأزمة قبل دخولها النفق المظلم، يتطلب قوة دولية على الأرض، أو مدخلاً تفاوضياً وطنياً يقوده الرئيس لتجريد الحزب من سلاحه سلمياً.
وأشارت إلى أن الضغط الأمريكي قد يؤدي إلى استجابة سياسية ينتج عنها تصعيد محدود على الحدود، أو استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والوقائع الأمنية في الجنوب.
الأولوية للاتفاق
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة لا تزال تركز التوصل لنوع من الاتفاق بين لبنان وإسرائيل ينهي الأعمال العدائية في الجنوب اللبناني.
وأشارت إلى أنها تعتمد في تعاملها مع الحكومة اللبنانية وحزب الله على "العصا أكثر من الجزرة" لحمل حزب الله على تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية.
وأضافت أن حزب الله وفق هذا السيناريو يشكك من إمكانية التوصل إلى هكذا اتفاق، والذي برأيه يشكل مقدمة لتهميشه وعزله عن الحياة السياسية، وصولاً إلى القضاء عليه نهائياً.
وأكدت المصادر أن حزب الله اليوم، لم يعد قادراً على تحقيق أهدافه على الأرض بالوسائل العسكرية، بالرغم من كل الدعاية التي يقوم بها حول استعادته لقدراته وعافيته.
ولفتت إلى أن الحل الوحيد هو وضع قوات دولية على الأرض تحت مسمى قوات حفظ السلام أو أي مسمى آخر .
وعلى المستوى السياسي الداخلي، رأت المصادر أن مدخل التفاوض الذي أعلنه الرئيس جوزيف عون هو المدخل الوحيد والسليم لتسوية مقبولة للجميع، من خلال التوجه رأساً إلى جوهر المشكلة، وهي تسليم حزب الله سلاحه إلى الدولة اللبنانية، والذي يشكل ضماناً لأمن الجميع على حساب أي طرف من الأطراف.
واختتمت المصادر حديثها بالإشارة إلى أن الإطباق السياسي على حزب الله واستكمال إسرائيل للمطلوب منها في تدمير ترسانة حزب الله عوامل مساعدة تعجل من إتمام المهمة، خاصة استكمال تدمير شبكة الأنفاق والمخابئ والملاجئ في الجنوب، في حال فشل المساعي الأخرى.
بوادر أزمة أمريكية-لبنانية
يُذكر أن المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس أعلنت عن رغبتها في أن تلتزم السلطات اللبنانية بضمان عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة بأي شكل من الأشكال.
وقالت: "لقد وضعنا خطوطاً حمراء واضحة من الولايات المتحدة مفادها أنهم (حزب الله) لن يكونوا قادرين على إرهاب الشعب اللبناني، وهذا يشمل كونهم جزءاً من الحكومة" وفق تعبيرها.
ورداً على هذه التصريحات، قالت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان على منصة "إكس": "إن ما صدر عن المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس من بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به".
خطوة غير مضمونة النتائج
وحول خيارات حزب الله والأوراق التي يملكها، أكد وزير الخارجية اللبناني الأسبق، عدنان منصور أن حزب الله لا يزال يمتلك القدرات العسكرية على الرغم مما تعرض له.
ولفت إلى أن هذه القدرة لا تزال ترى فيها إسرائيل أنها تشكل خطراً أمنياً عليها، لذلك تريد نزع سلاحه بالكامل.
وأضاف المسؤول اللبناني لـ "إرم نيوز" أنه لا يمكن إغفال الوضع السياسي القوي لحزب الله داخل الدولة اللبنانية وخصوصاً داخل مجلس النواب، لذلك فإن التحرك الأمريكي في هذا السياق لن يكون سهلاً وهي خطوة صعبة في الوقت الحالي.
وبموازاة ذلك، فإن الإصرار الإسرائيلي على تدمير حزب الله سياسياً وعسكرياً ينطلق من معلومات تؤكد أن الحزب لا يزال يمتلك صواريخ نوعية (50 صاروخاً على الأقل)، لذلك تعمل إسرائيل بشتى الطرق على معرفة أماكنها وتدميرها.
التأثيرات المحتملة
أما في حال نجح الضغط الأمريكي في استبعاد حزب الله من المشهد السياسي، فهناك تبعات ستترتب على هذا الوضع، وحول ذلك يعلق الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، نبيل مقدم قائلاً: إن الضغط الأمريكي إذا نجح في تحقيق أهدافه سيمثل مقدمة لإعادة رسم المشهد السياسي ليس في لبنان فقط بل في المنطقة كلها بما يتوافق مع الرؤية الأمريكية تجاه مصالحها في الشرق الأوسط.
وأضاف مقدم لـ "إرم نيوز" أن محاولة الولايات المتحدة نزع سلاح حزب الله جزء من استراتيجية أوسع لإعادة رسم حدود المنطقة بما يتناسب مع مكانتها العالمية ووزنها الجيوسياسي، وذلك ضمن لعبة التنافس بين اللاعبين الإقليمين لإعادة رسم الخرائط وتحصيل المغانم والمكاسب.
وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي توماس باراك قدّم مقترحات تتضمن نزع سلاح حزب الله مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة ودعم الأهالي لإعادة الإعمار.
وذكر أن حزب الله أعلن أنه يرى الحل في قضية السلاح من خلال رسم استراتيجية دفاعية لبنانية، والتي يجب أن تأتي بحسب تصريحات قادته ضمن رؤية سياسية شاملة يتم التوافق عليها بين جميع الأطراف اللبنانيين.
واختتم مقدم حديثه بالتأكيد على أن الضغط الشديد على حزب الله قد يدفع به إما إلى اشتراط انسحاب إسرائيل الكامل مقابل تسليم السلاح، أو حشد التظاهرات لتعزيز موقفه ضد الضغوط الأمريكية، أو اللجوء إلى مواجهة عسكرية.
خلافات سياسية واسعة
بينما استبعد الخبير العسكري والاستراتيجي، هشام جابر أن يؤدي استبعاد الحزب من الانتخابات أو حتى تخفيف وجوده السياسي، إلى أي انفجار، بما في ذلك داخل البيئة المؤيدة له في الدفاع عن لبنان والتي تختلف معه كثيراً من الناحية السياسية.
وأضاف جابر لـ "إرم نيوز" أن فريقه كان قد خاض الانتخابات في العام 2018 ضد حزب الله وخسر أمامه، لكن في هذه الانتخابات يأمل ألا يحصل الحزب وحليفه "حركة أمل" على ما حصلا عليه سابقاً.
وبين أن الضغط الأمريكي موجود حول إبعاد حزب الله من المشهد السياسي، لكن المؤكد أن هذا المطلب موجود أيضاً لدى غالبية الطائفة الشيعية.
