مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
حددت دوائر أمنية في تل أبيب نقاط ضعف إسرئيل، التي تمنعها حتى الآن من خوض حرب ضد ميليشيا "حزب الله"، وتوسيع نطاق احتلال أراضٍ جديدة في جنوب لبنان.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن الدوائر افتقار الجيش الإسرائيلي إلى قوات بريَّة، تمكنه من حسم الحرب أمام "حزب الله"، مشيرة إلى أن "سلاح الجو لن يستطيع بمفرده حسم الحرب".
وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، إن "إسرائيل تخلت عن قوام قواتها البرية بمقدار الثلثين خلال الـ20 عامًا الماضية"؛ موضحًا أن "الحالة المزرية" التي آلت إليها قوات الجيش الإسرائيلي، كانت باعثًا رئيسًا في توقيع اتفاقات وقف إطلاق النار، سواء في لبنان أو قطاع غزة.
وعزا بريك ذلك إلى إدراك إسرائيل عجز قواتها عن البقاء لفترة طويلة في الأراضي التي احتلتها، وهو ما يؤشر، وفق تقديره، على أن فرص إسرائيل في هزيمة "حزب الله" خلال حرب وشيكة، تكاد تكون ضئيلة للغاية.
رغم ذلك، يدرك "حزب الله" ضعفه جيدًا؛ لكنه يسمح لنفسه باختراق وقف إطلاق النار، لعلمه بأن جولة قتال أخرى ستُلحق أضرارًا بالغة بإسرائيل ولبنان.
ونشرت ميليشيا الحزب أسلحتها عبر مئات الكيلومترات من الأنفاق، ولم تبقِها مُركّزة في بيروت كما فعلت سابقًا.
وبحسب تقديرات الجنرال الإسرائيلي المخضرم، من المقرر أن ينتشر مقاتلو الحزب أيضًا في الأنفاق خلال هجمات الجيش الإسرائيلي، ولن تؤثر عمليات تدمير البنية التحتية اللبنانية في اقتراب هزيمة ميليشيا الحزب، كما حدث تمامًا مع حماس في قطاع غزة.
ومع تنامي مؤشرات مواجهة مرتقبة بين إسرائيل وميليشيا "حزب الله"، يفقد الجيش الإسرئيلي بالتالي أدوات الدفاع أو حتى تحييد دوائره الاستراتيجية الأولى والثانية والثالثة، التي تتمثل، حسب بريك، في دخول تركيا إلى سوريا، وتعزيز وجودها العسكري هناك، وهي دولة تعتبر إسرائيل كيانًا مثيرًا للجدل؛ بالإضافة إلى بناء بنى تحتية على طول الحدود الأردنية؛ وتدريب القوات المصرية في سيناء استعدادًا لحرب محتملة؛ وتعاظم قدرات الحركات المسلحة في الضفة الغربية.
ويضاف إلى ذلك تصاعد قوة إيران وحلفائها في مجال الصواريخ والمسيرات، وتطوير برنامج الأسلحة النووية، خاصة بعد حرب يونيو/ حزيران الماضي.
وصاغ الجنرال الإسرائيلي توصيات للتعاطي مع نقاط الضعف الإسرائيلية، مشيرًا إلى حتمية إعادة بناء وتوسيع القوات البرية، لتصبح قادرة على الدفاع عن كافة حدود إسرائيل، واتخاذ إجراءات حاسمة حيثما كان ذلك ضروريا.
كما نصح بتعزيز التحالفات الاستراتيجية، بما في ذلك تعميق التحالف مع الولايات المتحدة، والسعي إلى تحالف دفاعي رسمي؛ بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الإقليمية المعتدلة الراغبة في الانضمام إلى جبهة مشتركة ضد محور المقاومة، الذي يضم إيران والصين وروسيا وكوريا الشمالية وباكستان.
وفي مقاله المنشور في "معاريف"، تطرق الجنرال المتقاعد إسحاق بريك إلى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مشيرًا إلى أنه "لو انضم "حزب الله" في لبنان إلى الحرب بجانب حركة حماس، لكان من المشكوك فيه تمكن إسرائيل من النجاة".
وأكد أنه كان مقررًا في إطار هذا السيناريو، انضمام إيران للحرب، وإطلاق آلاف الصواريخ والقذائف على إسرائيل، واحتلال "حزب الله" منطقة الجليل بأكملها، ولما كان من الممكن تعبئة قوات الاحتياط الإسرائيلية".
وخلص إلى أن ذلك كان جزءًا من سيناريو مرعب، خططت له الدوائر المعادية لإسرائيل، ونجت الأخيرة منه بمعجزة.